استشاري الطب النفسي: د.أحمد البحيري يحلل السلوك العام للإخوان!
يتميز السلوك العام لجماعة الإخوان بالشك غير المنطقي وعدم الثقة في الناس بوجه عام.. كما يتميز بعض المنتمين الي هذا التنظيم بأنهم شديدو الحذر ومنغلقون علي أنفسهم ويسهل استفزازهم لأنهم لا يتقبلون النقد ويرفضون الحلول الوسط... فتلك الجماعة التي احترفت العمل في الخفاء منذ أكثر من80 عاما تسيطر عليها عقدة الزنزانة. لذا كان هذا الحوار مع د. أحمد البحيري.. استشاري الطب النفسي.
ما تفسيرك لمطالبة الناس بمعرفة التحليل النفسي للشخصية المنتمية لجماعة الإخوان ؟ وما هو سر انقيادهم جميعا تحت قيادة واحدة؟
يعد التحليل النفسي من أهم مفاتيح التعرف علي الشخص.. مميزاته وعيوبه وتوجهاته, وتوقع ردود أفعاله وأساليب وطريقة تفكيره.. لذا فتحليل الأطباء النفسيين للشخصيات يضع بين أيدينا كنزا معرفيا لأولئك الذين كانوا يتصدون للمشهد السياسي من قيادات الإخوان والتيارات الإسلامية, بالتعرف علي شخصياتهم غير المعلنة سلبياتها وإيجابياتها.. وتعاملاتهم مع من حولهم في الحياة, وردود أفعالهم. اما بالنسبة لأنقياد بعض المنتمين لجماعة الإخوان لفكرهم فقط لا غير فهذا أمر يطلق عليه نظرية القطيع وهو مصطلح يطلق علي سلوك الشخص في الجماعة عندما يقوم بالتصرف بسلوك الجماعة التي ينتمي لها دون تفكير أو تخطيط.فعادة من يفكر بشكل أحادي يتأمل جيدا السلبيات والإيجابيات اما من يفكر بشكل' جمعي' يغلب عليه لغة المشاعر والانفعال ويجرفه الحماس والاندفاعولقد تجسد ذلك في بداية الاعتصامات والتي بدأوها بشكل سلمي ثم فجاءة أعلنوا الجهاد. وبدأوا في التصرفات غير المنطقية مثل تحركهم من ميدان رابعة العدوية حيث يتمركزون الي قسم اول مدينة نصر الذي يبعد مسافة2 كيلو واللجوء للعنف.....وبعد هذا يشتكون من التعامل معهم بعنف مماثل رغم اعتدائهم علي المنشآت..
كيف يستطيعون تجنيد بعض الشباب صغار السن ؟
الفص الأمامي للمخ لا يكتمل قبل اتمام العام السادس عشر..وتكمن في تلك المنطقة الأعصاب المؤثرة علي الانفعال والاندفاع...وسيطرتهم علي الشباب منذ سن صغيرة وقولبتهم امر سهل..أي أنهم يسعون لوضعهم في إطار يفكرون من خلاله في قالب واحد. وطبيعي جدا ان تكون السيطرة علي من هم في سن16 عاما اسهل ممن هم في سن الأربعين. وتربية السن الاصغر علي السمع والطاعة امر هين...ولذا يرفضون أي رأي يعارضهم أو يخالفهم رغم ان في الدين الواحد مذاهب مختلفة... ورغم ان ثقافة الاختلاف هي أساس العمل السياسي... فقد سئل أحد الفلاسفة الأوروبيين عن العالم المثالي في نظره فقال: العالم المثالي حيث يكون الطباخ فرنسيا والميكانيكي ألمانيا والشرطي بريطانيا والعاشق إيطاليا ويدير كل شيء رجل سويسري....
قيل من بعض المنشقين عن الجماعة مؤخرا انهم خضعوا لاختبارات وأفعال غير مقبولة بالنسبة لأي شخص عادي مثل المبيت في غرفة مظلمة او داخل تابوت او الزحف علي بطونهم...فما السر في ذلك؟.
هناك فرق كبير مابين الشخصية القيادية والانقيادية الشخصية القيادية لديها مهارة التأثير في الاخرين, اما الانقيادية تتأثر بالآخرين... الشخصية القيادية لديها القدرة علي اتخاذ القرار, الشخصية الانقيادية لاتملك أو لا تجرؤ علي اتخاذ القرار, و أن اتخذت القرار لا تتحمل تبعيته. الشخصية الانقيادية, هي شخصية تتسم بالضعف والاستسلام والخنوع التام, وعدم القدرة علي الفعل والتصرف بطريقة فردية مستقلة والخوف المطلق من الوحدة والانكسار. ويبدو أن السبب الرئيس هو الخوف من الاهمال والتجاهل من الآخرين والوحدة وانعدام الثقة بالنفس وهو لا يرفض أي رأي ولا يبدي اعتراضات علي ما يقال له فهو دائما يستهين برأيه ومواقفه بل ويؤثر ذلك حتي علي ميوله الجنسية. وهناك فرق شاسع ما بين ضابط صاعقة يضطر علي سبيل المثال ان يأكل فأر للتدريب علي العيش في اسوأ الأحوال حتي لو كان في الصحراء ان اضطرتة الظروف للدفاع عن وطنة وما بين شخص يخضع لسيطرة شخص آخر من أجل ان يكون مطيعا له.
هل تتفق معي في الرأي ان خريجي الكليات العلمية مثل الهندسة والطب والصيدلة سهل انقيادهم اكثر من خريجي الكليات الأدبية؟ وما هو سر تفكير الجماعة في حلم الخلافة... لماذا تركوا الطموح وفكروا في حلم؟
بالفعل, الكليات العلمية مبنية علي الحقائق, في حين ان الكليات الأدبية قائمة علي المنطق والتفكير والجدل. في حين ان التفاعل والتعامل الأنساني مختلف تماما عن5 في6=.30 وغلطة الإخوان تمثلت في الحلم بوهم الخلافة دون أن يكون لديهم خريطة طريق للمشكلات الموجودة علي أرض الواقع ودون أن تكون لديهم مخطط واقعي قابل للتنفيذ. والمرجعية الدينية, أو الإسلامية, تعني أن الإختيار الشخصي لأعضائها هو الدين الإسلامي. لكن لا تعني أنها, كجماعة تلتزم بمفردات الدين الإسلامي بحال من الأحوال. وهو ما ذكره متحدثوا الجماعة مرة تلو الأخري, أن' مبادئ الشريعة الإسلامية' هي المرجعية العامة للجماعة, وأن هذا ما يسعون لتطبيقه في المجتمع, المبادئ لا الأحكام. وهم في هذا يتطابقون مع الإتجاه العلماني تمام التطابق, مما يؤكد أن الفكر العلماني هو إحدي المرجعيات الإخوانية. ولذا نجد قيادتهم علي قدر كبير من التردد والتخبط وغبش الرؤية وتعدد المرجعيات, مما لا يمثل نقطة بيضاء في مواقف هذه الجماعة, بل هو علي العكس, يؤكد هذا التخبط والحيرة والتردد, والخلط في المرجعية, والالتباس في الفهم.
وكيف للمنتمين لهذه الجماعة ان يكونوا غافلين لهذا الكم من الكذب ورفضهم لرؤية الواقع وما وصلنا إليه من تدهور في حال البلاد؟
وصف إنسان ما, مهما كان عمره أو ثقافته أو شهادته, بأنه عاقل هو وصف يحتاج إلي وقفة; فكلمة إنسان عاقل قد تشير إلي من هو إنسان ذكي, أو واقعي...ووفقا لمتانة إيديولوجية هذا الإنسان الذي نسميه عاقلا, وبقدر تعصبه للفكرة, تكون قدرته علي رفض وتكذيب ما لا يتفق مع عقيدته الخاصة.