إرهاب التگفيريين يضرب من جديد
جهود جبارة للجيش لتأمين 60 گيلو متراً من شرق العريش حتي رفح
الحادثة التفجيرية الاخيرة للجنود بسيناء
العمليات الانتحارية تتم بتمويل خارجي والأسلحة الثقيلة تتدفق من ليبيا
بعد شهور من الحرب علي الارهاب مازالت دماء الشهداء تسيل
ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها القوات المسلحة بل ونجاحها في مطاردة الكثير من الخلايا الارهابية والقضاء عليها.. إلا أن الارهاب مازال يمارس كل انواع الغدر لحصد ارواح ابنائنا في سيناء.
خبراء الامن اكدوا ضرورة التعامل مع الارهاب والارهابيين كأننا في حالة حرب وألا تتوقف الحرب إلا بعد اقتلاع جذوره ورجال الازهر طالبوا بدعم الازهر حتي يتصدي لهؤلاء القتلة.
العميد حسين حمودة - اللواء حسام سويلم - اللواء محمد نور
يقول العميد حسين حمودة الخبير الامني والعميد السابق بأمن الدولة "ان العمليات الارهابية الذي زادت حدتها بعد ثورة 30 يونيو والاطاحة بنظام حكم الاخوان وذلك في اطار المخطط للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين والذي يدعم لوجيستيا ومعلوماتيا تلك التنظيمات ويهيئ لها تربة خصبة في سيناء منذ وصولهم الي سدة الحكم اتخذوا من هذه الجماعات احتياطياً استراتيجياً للجماعة يستخدمونها في اوقات المحن وهذه الجماعات التكفيرية تنتمي للقاعدة ومن علي شاكلتها ".
ويضيف حمودة فيما يتعلق بمسمي انصار بيت المقدس الذي نفذ عدداً من العمليات ومنها محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد ابراهيم فهذا مسمي لأغراض التمويه وانه كيان يضم عدداً من العناصر التكفيرية من تنظيمات مختلفة بهدف تضليل الاجهزة الامنية لعدم معرفة الهوية الحقيقية لاعضائه.
ويشير حمودة الي ان خطورة العملية الاخيرة للشهيد محمد مبروك الضابط بأمن الدولة لها بعد خارجي حيث إنه كان مكلفا بمتابعة تخابر التنظيم الدولي للاخوان مع المخابرات الامريكية والتركية وقد يكون تنفيذ هذه العملية بتدخل خارجي.
ويوضح حمودة ان الحل لانهاء مثل وجود هذه الجماعات واعمالها التخريبية، يتطلب مجموعة من الاجراءات الامنية والسياسية والاقتصادية والثقافية ولا تقتصر علي الحل الامني فقط لذا لابد من وجود دورات امنية لكل القوات.
جهود مثمرة
ويوضح البسيوني أن استمرار مسلسل الإرهاب في سيناء ليس دليلاً علي قلة جهود الجيش والشرطة هناك إلا أنه من المستحيل القضاء علي الإرهاب بشكل نهائي فهو ظاهرة عالمية ..مؤكدا علي أن هناك بعض المؤشرات التي من الممكن أن نستدل من خلالها علي وجود سيطرة أمنية ولكنها تحتاج إلي وقت للقضاء علي الإرهاب وأهم هذه المؤشرات هي: "انخفاض معدل الجريمة" ، وإذا إتجهنا إلي سيناء نري أن معدل الجريمة -رغم حادث اليوم - ينخفض ويتراجع، حيث إننا كنا نسمع من قبل يومياً علي الكثير من حوادث القتل والتعدي علي الأكمنة.. إلا أنه اليوم فبعد الحين والآخر نسمع عن حادث وكان آخرها حادث الأسبوع الماضي ..ويضيف البسيوني " يجب أن نضع في الاعتبار الصعوبات التي واجهها الجيش في سيناء وأولها طبيعة المنطقة من الجبال والدروب وثانيها انتشار المساكن التي كانت تمنع الجيش من التدخل خوفاً علي الأرواح وثالثها: تنوع العناصر الإرهابية هناك مابين"القاعدة،حماس،التكفيريين،إرهابيين سلفيين، وجهاديين وجماعات إسلامية " وكلها عناصر ليست مصرية بالإضافة إلي مشكلة الأنفاق التي تعدت الـ1300 نفق،علاوة علي نوعية التسليح -والتي كانت من أكثر الصعوبات هناك ــ حيث تدفق التسليح الثقيل من ليبيا بكميات هائلة من الأنواع المختلفة كالأر بي جي ومضاد الطائرات ومضاد الدبابات والعقبة الأخيرة كانت الإمداد المالي بدعم من الإخوان المسلمين المحظورين ومن المخابرات الأجنبية ".
جهاز الرمق الأخير
ومن ناحيته يؤكد اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني أن الجيش قام بدور قوي ومهم في سيناء من حيث تطهير الحدود والقضاء علي البؤر الإرهابية وضبط كمية كبيرة من الأسلحة وكذلك القيام بالكثير من المداهمات علاوة علي تأمين 60 كيلو بداية من شرق العريش وحتي رفح المصرية وضرب 99 ٪ من الأنفاق باستثناء التي توجد داخل البيوت، وذلك بالرغم من عدد الجهاديين المنتشرين في سيناء والذين استطاعوا جذب كثير من شباب القبائل حتي اعتنقوا افكارهم ومن ثم قاموا بتجنيدهم.
ويضيف نور " فبعد قبضة الجيش القوية علي سيناء، بدأ الجهاديون في تنفيذ الأسلوب الانتحاري في وضع الألغام علي الأراضي وتفجير السيارات والتي كانت آخرها الحادث الذي قتل فيه 11 مجندا، وهو أسلوب معروف بـ"جهاز الرمق الأخير "، حيث إن هذه العناصر لو كانت لا تزال بعنفوانها كانت قد نزلت بقوات كبيرة رافعة رايتها بالتكبير مثلما كانت تفعل من قبل، وهو في نفس الإطار ويوضح اللواء صلاح الشربيني مساعد وزير الداخلية الاسبق لقطاع الامن المركزي أن فكرة وصول الإرهاب إلي صفر هو أمر مستحيل، إلا أنه سوف يتضاءل مع الحملات الأمنية المتكررة والتي تمثل عوامل ضغط علي الإرهابيين ، مشيراً إلي ان الجيش والشرطة وحدهم لا يمكنهم تحمل المسئولية جميعها، لذلك لابد أن يكون هناك استنفار لجميع مؤسسات الدولة. جيش،شرطة، قضاء، مؤسسات دينية، مؤسسات إعلامية للتعاون من أجل القضاء علي الإرهاب، كما أن التعجيل بخارطة الطريق من أهم العناصر التي يجب وضعها في الاعتبار والتي ستساعد علي حسم الموقف ".
انتشار الفقر والبطالة
أما اللواء حسين أبو شناق مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الشرقية الأسبق فيري أن موضوع استمرار الإرهاب في سيناء له الكثير من الأسباب والأبعاد... أولا: عدم وجود التعمير في سيناء جعلها مخبأ جيداً للكثير من العناصر الإرهابية،ثانيا: انتشار الفقر والبطالة جعل من السهل التأثير علي شباب القبائل من قبل الجماعات التكفيرية، ثالثا: في فترة حكم مرسي بدأت الجماعات التكفيرية تستعيد ثقتها وتشعر بأن لديها ممثلاً في السلطة عندما قام مرسي بإخراج كثير منهم من السجون الأمر الذي شجع الأجانب علي الدخول في سيناء وتهريب كمية من الأسلحة لم تحدث في تاريخ مصر أبداً وأخيرا تعاطف بعض أهالي القري مع تلك العناصر الإرهابية مما يجعلهم قد يلجأون إلي المناطق السكنية للاختباء بعد تنفيذ عملياتهم الإرهابية وهو أمر يسبب صعوبة علي الجيش في القبض عليهم خوفاً علي أرواح الأبرياء.
ومن جانبه يؤكد اللواء محمد شوشة محافظ شمال سيناء الأسبق أنه كلما شدد الجيش من قبضته علي وسيلة من وسائل الإرهاب في سيناء يحدث اختلاف نوعي في الوسائل، وهو ما حدث في الحادث الإرهابي الأخير الذي راح ضحيته 11 مجنداً، فمن قبل كانت الطرق المتبعة للتفجير هي زرع عبوات علي أجناب الطرق ولكن عندما بدأ الجيش في عمل تمشيط للطرق وإخلاء للعشش التي يحدث بجوارها تفجيرات حفاظا علي الأرواح فشلت كل حيلهم ولم يعد لديهم سوي أساليب بدائية ضعيفة.
عمليات انتحارية
ويقول اللواء حسام سويلم الخبير العسكري والاستراتيجي ان ما يحدث في سيناء الآن هي عمليات انتحارية يقوم بها بعض الافراد المدربين ولابد من بتر الارهاب من جذوره ووقف التمويل لهؤلاء وضرب البؤر الاجرامية والارهابية والقضاء علي عمليات تمويل السلاح الذي يأتي إليهم من حماس وليبيا والسودان وقطر وكذلك إيقاف الدعم المعنوي الذي تقدمه بعض القنوات الفضائية المغرضة والممولة من الخارج.
ويري اللواء فادي الحبشي مدير مباحث العاصمة السابق والمحامي بالنقض أن الجيش حقق انتصارات ليست بالقليلة ضد الارهاب فقد قام الجيش بتدمير العديد من اوكار الارهابيين ولذلك لجأوا في الايام الأخيرة للقيام بالعديد من عمليات الخسة والندالة التي تدل علي ضعفهم وتعيش هذه الخلايا الارهابية علي دعم قوي خارجية وإقليمية تغذي هذه العمليات بالمال والسلاح لتهديد وتعكير صفو الأمن العام حتي يظهر الوطن أمام العالم بأنه غير مستقر وهذا يؤثر بالطبع علي الاقتصاد والسياحة.
حرب عصابات
ويؤكد اللواء نبيل فؤاد الخبير الأمني والاستراتيجي أن ما يحدث في سيناء هي حرب عصابات من الدرجة الاولي وهي تحتاج إلي أمد حتي يتم القضاء عليها لأننا نحارب اشخاصا مجهولي الهوية أو قل أشباحاً ولا نستطيع تحديد أماكنهم بسهولة ونوع وكمية السلاح التي لديهم ولذلك فالمعركة تحتاج إلي بعض الوقت لحسمها لصالح الجيش والشرطة.
ويشير اللواء نبيل إلي أهمية دور المخابرات التي تقوم بتوفير المعلومات الكافية عن أوكار وبؤر وأماكن تواجد هذه العناصر الارهابية وعدد هؤلاء وحجم تسليحهم.