ضاحى خلفان رئيس الشرطة والأمن العام بدبى : من يستهدف الجيش المصرى كمن يضرب رأسه فى جبل
ضاحي خلفان
قال نائب رئيس الشرطة والأمن العام فى دبى، الفريق ضاحى خلفان تميم، إن جماعة الإخوان لا تتعلم من أخطائها، وبدلاً من أن تحاول أن تكون نموذجاً يحتذى به، تصر على إثارة كراهية كل مواطن مصرى بما تقوم به حالياً من عمليات إرهابية.
وأضاف «خلفان» - الذى تمت ترقيته أمس الأول بعد 33 عاماً قضاها قائداً لشرطة دبى - أن معاداة جماعة الإخوان واستهداف الجماعات الإرهابية التابعة لها للجيش المصرى مثل الذى يضرب رأسه فى جبل.
وأشار فى حوار إلى أن هناك أخطاءً كبيرة وقعت فيها هذه الجماعة حين تولت حكم مصر، فبدلاً من اكتساب ثقة الأصدقاء والأشقاء تواصلت مع تنظيمات سرية، مثل الخلية الموجودة فى الإمارات، وعادت الحكومات التى يفترض أن توطد علاقاتها معها، وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى العمليات الإرهابية التى تقع فى مصر حالياً؟
- هؤلاء الذين اعتادوا العمل السرى لا يدركون ما هو الجيش المصرى، لقد زرت منطقة قناة السويس قبل حرب أكتوبر وشاهدت خط بارليف من الضفة الغربية، وما كان أحد يتخيل أن بالإمكان عبور مانع مائى بالغ الخطورة وهدم هذا الجبل لكن فعلها هذا الجيش، وحقق معجزة حيرت كل الخبراء العسكريين الذين أكدوا أن من بين كل مائة جندى يعبرون القناة يموت 90، فكيف يتخيل الإخوان أن عدة مئات من المرتزقة والبلطجية والإرهابيين القادمين من «تورا بورا» ينالون من هذا الجيش الوطنى، القادر - لو أراد - على هدم كل شبر على رؤوسهم واقتحام كل مغارة يختبئون فيها فى سيناء.
إن الأعمال الإرهابية من هذه الجماعات المتطرفة استمرت 8 سنوات فى الجزائر حتى انتصرت عليها الدولة، وأتوقع أن تستمر فى مصر فترة من الوقت لكن لا شك فى أن جيش وشرطة مصر سوف يقضيان عليها نهائياً.
■ ما تقييمك لتعامل الشرطة والجيش مع الإخوان الآن؟
- الجيش والشرطة مؤسستان وطنيتان فى أى دولة محترمة ولا يجوز المساس بهما، ولا يمكن أن يستهدف رجالهما بعمليات إرهابية، وتخرب منشآتهما ويقفا ساكتين، فهذا ملك عام للشعب المصرى، وهناك نماذج فى العالم يمكن النظر إليها مثل الجيش البريطانى الذى استخدم كل ما لديه من قوة ضد مناهضى بريطانيا فى أيرلندا على الرغم من أنهم مواطنون بريطانيون وكذلك الجيش الإسبانى ضد الانفصاليين، لا يجب التعامل بمعايير مزدوجة.
الإخوان أغبياء فى استهداف القوات المسلحة، لأن الشعب المصرى بالغ التعلق بجيشه وهو مصدر فخره واعتزازه، وكلما تعرض رجال الجيش لعمل إرهابى، زاد تمسك الشعب بهم والتف حولهم.
■ توقعت مبكراً سقوط الإخوان وأعلنت عداءك المباشر لهم وهم فى السلطة؟
- كرجل أمن أتعامل دائماً مع معلومات، وهؤلاء ارتكبوا أخطاء بالغة الفداحة، وقد أدركت حين أعلنوا العداء لمؤسسة القضاء أنهم سيسقطون سريعاً، وكان من الممكن لو أن لديهم قدراً من العقل أن يوصلوا رسائلهم بطريقة مبطنة خالية من التجريح والهجوم، مثل تعزيز ثقتهم فى هذه المؤسسة، ويقولوا إن هناك جهة رقابية سوف تتولى متابعة عمل جميع المؤسسات، لكن اتهام القضاء بأنه غير نزيه أمر لا يمكن قبوله.
ولا يخفى على أحد هذا التناقض الذى يسيطر على كل تصرفات الإخوان، ففى حين يقدمون شكاواهم ويقيمون دعاوى أمام القضاء، يتهمونه بعدم النزاهة، على الرغم من أنه كان المؤسسة التى أدارت العملية الانتخابية وأوصلت مرشحهم إلى الحكم.
■ كيف ترى إدارة الإخوان لمصر خلال فترة حكم مرسى؟
- هناك فارق كبير بين السياسة، وإدارة الحكم، وبين الانخراط فى عمل سرى بعيد كل البعد عن الدولة، لقد وقع الإخوان عاجزين حين وصلوا إلى سدة الحكم، لأنهم اكتشفوا أن إدارة دولة بحجم مصر تحتاج إلى كفاءات لا تتوافر بينهم.
وبدلاً من الاستعانة بالأصدقاء، تواصلوا مع فروع سرية تابعة لهم مثل تلك الخلية التى ضبطت فى الإمارات، وهذا تصرف غبى لأن الحكومات أمامهم، ومع ذلك عادوها واختاروا تنظيمات غير شرعية، وهذا هو الفارق بين من يستطيع الحكم ومن يدمن العمل تحت الأرض.
■ هل كنت تتوقع خروج الشعب المصرى بهذا الحجم فى 30 يونيو؟
- توقعت ذلك منذ تعمد الإخوان تفريغ مؤسسات الدولة من كوادرها وتصعيد عناصرها، وهذا كفيل بإثارة احتقان شعب كامل، لأن لا أحد سيتحمل هذه العنصرية والفساد الإدارى، كيف تهمش موظفاً عمل سنوات طويلة فى محافظة أو وزارة لتأتى بأشخاص لا خبرة لهم بالمكان.
كان من الطبيعى أن يستجيب الجيش المصرى الوطنى لهذه الملايين التى خرجت إلى الشوارع فى تظاهرات لم ير مثلها التاريخ، وهناك فارق كبير بين رجل اعتاد العمل السرى، وقائد وطنى مثل عبدالفتاح السيسى، الذى قام بواجبه تجاه بلاده.
■ وكيف ترى المظاهرات التى تشهدها مصر الآن؟
- إذا سافرت أوروبا ستجد مظاهرات فى كل مكان، وبإمكان 60 أو 70 شخصاً إغلاق شارع عام وشل حركة الناس، ما يفعله الإخوان يزيد سخط الناس تجاههم ولا يعبر عن قوة، بل عن أنهم فى النزع الأخير.
وأخيراً نقول، لقد أخطأ الإخوان حين ظنوا أنهم يحتكرون الدين، وعادوا كل المؤسسات والأطراف الأخرى، ووصل بهم الغرور إلى القول بأنهم سيحكمون مصر 500 عام، وهذا يعبر عن جهل كبير وعدم معرفة بطبيعة البلاد، التى وصلوا إلى سدة الحكم فيها. إن ما حدث فى مصر ثورة شعبية بكل المقاييس، وكان بإمكان مرسى أن ينقذ نفسه وجماعته، لو استمع إلى نصائح القوات المسلحة وحل الحكومة، وأجرى استفتاء على رئاسته لكنه واصل عناده وأخطأ فى حق الجميع فى خطابه الذى سبق الثورة، وهو ما أثار سخط الناس فخرجوا ضده بالملايين.
يذكر أن الفريق ضاحى خلفان تميم تولى قيادة شرطة دبى على مدار 33 عاماً وسبعة أشهر، وصدر قرار بترقيته أخيراً إلى منصب أمنى أكثر أهمية فى إمارة دبى ليكون نائباً لرئيس الشرطة والأمن العام فى الإمارة، وهو منصب لا يعلوه فيه سوى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء الإماراتى، حاكم دبى.