فقدت كرة القدم المصرية الأربعاء واحداً من أبرز رموزها على مدار التاريخ بوفاة الخبير الكروي الشهير محمد عبده صالح الوحش عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وبعد مسيرة حافلة كلاعب ضمن صفوف الأهلي تدرج الوحش في العديد من المناصب حيث عمل مدربا بالأهلي ثم رئيسا بالنادي كما تولى تدريب منتخب الأهلي والزمالك ومنتخب مصر وعمل مديراً فنياً للاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) واختير محاضراً دولياً وخبيراً من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) قبل أن يضطر للابتعاد عن العمل في مجال اللعبة بسبب المرض. وولد الوحش في التاسع من أيار/مايو 1929 بحي السيدة زينب بقلب العاصمة المصرية وبدأ مسيرته الكروية لاعبا بالنادي الأهلي وهو في الخامسة عشر من عمره. وعلى الرغم من تألقه مع فريق الأهلي وفوزه مع الفريق بلقب الدوري المصري موسم 1953/1954 فضل اعتزال اللعب وهو في الخامسة والعشرين من عمره وأكد مرارا أنه اعتزل بعد أن مل اللعب بينما أشار آخرون إلى أن الإصابات كانت وراء اعتزاله. وبعد أن تلقى عددا من الدورات التدريبية في ألمانيا والنمسا اتجه الوحش للتدريب في بداية الخمسينيات من القرن العشرين وعمل بعدها مدربا للفريق الأول بالنادي الأهلي ثم سافر على الكويت عام 1963 حيث قام بتدريب المنتخب الكويتي لمدة خمس سنوات وعندما عاد تولى تدريب الأهلي مجددا. وتولى الوحش تدريب أهلي بنغازي الليبي لمدة عامين وحصل معه على لقب الدوري الليبي ثم عاد لتدريب الأهلي المصري لكنه لم يحصل معه على بطولة فقرر ترك التدريب وتولى إدارة النشاط الرياضي ثم نال عضوية مجلس إدارة النادي ولكنه استقال بعد أقل من عام. وسافر الوحش بعد ذلك إلى السعودية حيث تولى تدريب فريق نادي الشباب وعندما عاد إلى القاهرة تولى تدريب المنتخب المصري عام 1977 لمدة شهرين فقط قبل حل الاتحاد المصري للعبة بسبب رفضه المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر. وتولى الوحش مجددا تدريب المنتخب المصري عام 1982 واستمر معه ثلاث سنوات لكنه فشل في التأهل لنهائيات كأس العالم عام1986 ليترك الفريق ويعتزل التدريب. وبدأ الوحش بعدها في وضع جميع الدراسات للمدربين الأفارقة من خلال الاتحاد الأفريقي للعبة(كاف) واستمر هكذا على مدار 13 عاما وبالتحديد حتى عام 1998. وخلال هذه الفترة تولى الوحش رئاسة النادي الأهلي بين عامي 1988 و1992 لكنه تعرض لمؤامرة أدت إلى سحب الثقة منه ليترك رئاسة النادي. كذلك شغل الوحش منصب رئيس اتحاد كرة القدم المؤقت عام 2000 إلى جانب عمله محاضرا دوليا من قبل الفيفا لسنوات عديدة وكذلك محللا كرويا للمباريات والبطولات عبر شاشات التلفاز |