الفنان الكبير عمر الحريرىتوفى الفنان الكبير عمر الحريرى4 مساء الأحد، بمستشفى الجلاء العسكرى عن عمر يناهز الـ 86 عاما، بعد صراع مع المرض استمر لعدة أيام،
وستشيع جنازة الفقيد اليوم الاثنين، بعد صلاة الظهر بمسجد أبو بكر الصديق بمساكن شيراتون، وسيدفن بمدافن الإمام الشافعى.
ولد الفنان عمر محمد صالح عبدالهادي الحريري في 12 فبراير 1926 وعشق الفن منذ الصغر؛ حيث كان يحرص والده على اصطحابه معه للعروض المسرحية التي كانت تقدمها فرق (جورج أبيض) و(زكي طليمات) و(الكسار) و(الريحاني) و(فاطمة رشدى) و(يوسف بك وهبي) حيث كان والده عاشقا للمسرح الراقي..
من الطريف أن والده اصطحبه لمشاهدة أول فيلم مصري ناطق وهو "أولاد الذوات" الذي تم إنتاجه عام 1933 وكان عمره في ذلك الوقت 7 سنوات..
وأحب الفتى الصغير الفن منذ صغره حيث اشترك في فريق التمثيل في المدرسة وقام بتكوين فريق ناجح للتمثيل نافس كل فرق المدارس الأخرى، وبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج منه عام 1947وهى نفس الدفعة التي تخرج فيها الفنان الراحل شكري سرحان، وبعد تخرجه شارك عمر الحريري في عدد كبير من البرامج الإذاعية ولحسن حظه شاهده عملاق المسرح زكي طليمات واختاره للانضمام لفرقته..
وكانت المحطة المهمة في حياة عمر الحريري عندما شاهده الفنان الكبير يوسف وهبي واختاره هو وصديقه شكري سرحان ليشاركاه في تقديم مسرحيه (راسبوتين)، كما رشحهما أيضًا في أدوار صغيرة في فيلم (الأفوكاتو مديحة) عام 1950؛ وبعد ذلك قام بترشيح الحريري في دور أكبر في فيلم أولاد الشوارع عام 1951 فتنبه المخرجون إلى وجهه.
وفي عام 1951 شارك في ثلاثة أفلام أخرى هي (وداعا يا غرامي) مع فاتن حمامة وعماد حمدي وكذلك (ابن النيل) مع شكري سرحان وفاتن حمامة وأخيرًا (السبع أفندي) ليصبح في عام 1952 هو القاسم المشترك في جميع الأفلام..
وفى بداية الستينات تم إنشاء التليفزيون المصري فاتجه للعمل في التليفزيون وشارك في عدد كبير من المسلسلات.. وفى بداية السبعينات سافر الحريري إلى ليبيا بقرار سيادي عقب حصول ليبيا على حريتها وخروج الإيطاليين منها؛ حيث قام بإنشاء وتأسيس المسرح الليبي واختار له اسم (المسرح الشعبي) ودرب عددًا كبيرًا من الممثلين وأخرج العديد من العروض المسرحية حتى تأكد من أنهم قادرون على تحمل المسئولية ثم عاد الى مصر بعد غياب خمسة أعوام تقريبًا..
تزوج عمر الحريري وهو في سن المراهقة من السيدة آمال السلحدار وكان هذا الزواج بناءً على طلب والده الذى أراد تحصينه من الوقوع فى الخطأ وقد أثمر هذا الزواج عن بنت واحدة هي نيفين..
والطريف في هذه الزيجة أن زوجته كانت تغار عليه بشدة لدرجة أنه طلقها مرتين ثم عاد لها وظلت على ذمته حتى توفيت، وبرغم أن زواجهما لم يكن نتيجة قصة حب إلا أن الحريري حزن كثيرًا لوفاتها؛ وبسبب ذلك أضرب عن الزواج عدة سنوات حتى التقى بالسيدة نادية سلطان فى إحدى الحفلات العامة.
أما الزيجة الثالثة والأخيرة في حياته فكانت من الفنانة المغربية رشيدة رحمونى التي تزوجها في بداية التسعينات، وفى عام 1997 أنجبت له رشيدة ابنته الثالثة بيريهان، ورغم أنه كان قد تخطى السبعين من عمره إلا أن فرحته كانت لا توصف حيث كان يلعب معها مثل الأطفال وكان يضحك دائمًا عندما يحكى أنها أصغر من عمر أحفاده.
وفي عام 2008 أصيب عمر الحريري بذبحة صدرية تم نقله على أثرها إلى المستشفى وقام فريق الأطباء المعالج بتركيب دعامتين له بالقلب، ورغم مرضه إلا أنه كان يصر على العمل حيث شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية حيث قدم مع هاني رمزي فيلم الرجل الغامض بسلامته، كما شارك العام الماضي في مسلسل شيخ العرب همام بديلا عن الفنان الراحل عبدالله فرغلى الذي تُوفى بعد تصوير 4 مشاهد فقط من دوره.. كما شارك في تقديم مسرحيه "سكر هانم" مع أحمد السعدنى وأحمد رزق، وفى الشهور الأخيرة شارك بدور صغير فى مسلسل "سمارة" مع غادة عبدالرازق..
يذكر أن الفنان الراحل كان يستعد ليحكى مذكراته على شاشه التليفزيون المصري وتقاضى شيكا مقابل ذلك ولكن قامت ثوره 25 يناير ولم يتمكن من صرف الشيك كما تم إيقاف تسجيل الحلقات؛ وبالرغم من ذلك فإن سعادته كانت لا توصف بالثورة حيث كان يقول: (الثورة كانت مطلوبة لإحداث التغيير الذي كان ينشده المصريون منذ سنوات وبالفعل تحقق الحُلم وقام الشعب بثورة سلمية عظيمة.. ولكن هناك العديد من التحديات يجب أن نواجهها خاصة مشكلة غياب الأمن في الشارع، ووزارة الداخلية عليها مسئولية
كبيرة ويجب أن تتخطى مشاكلها بسرعة وتنسجم مع المواطن والشارع لعودة الأمان والاستقرار وهى أولى خطوات نجاح الثورة).
أما عن رأيه في مواصفات رئيس الجمهورية القادم فكان يقول: (يجب أن يتحلي رئيس الجمهورية القادم بظاهرة الكاريزما مثل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأن يكون صريحًا لا يلف ولا يدور ويحافظ علي تراب الوطن وكرامة كل المصريين).
ومنذ أسبوعين كان الفنان الراحل يقدم مسرحية للأطفال بعنوان (حديقة الأذكياء) وكان يقدم فيها دور عم حكيم الذى يعمل حارسًا لحديقة الأذكياء وصديقًا لكل الحيوانات التي تعيش داخل هذه الحديقة الذين يهتدون بمشورته وحكمته في معالجة كافة الأمور والقرارات ومن بينها مسابقة دولية لحدائق الحيوان ويشتركون في المناقشة علي جوائزها عن طريق التعاون والاتحاد فيما بينهم، واستمر عرض هذه المسرحية لمدة أسبوع واحد فقط حيث لم يمهله القدر لإكمال عرضها..
فمنذ أربعة أيام أصيب عمر الحريري بوعكة صحية نقل على أثرها إلى مستشفى الجلاء العسكري وهناك اكتشف الأطباء إصابته بمرض السرطان وأن المرض انتشر في جميع أنحاء جسده ويبدو أن جسده المريض لم يتحمل الأدوية ففارق الحياة..!**