الخبراء : ترشيد الاستهلاك خطوة لابد منها لتحقيق العدالة الاجتماعية
قال د. صفوت العالم الخبير الاعلامي انه يجب علينا جميعا كمصريين ترشيد استهلاك الطعام بشكل فعال وامداد بنك الطعام بما يمكن ان نوفره من اطعمة ومواد غذائية، بل يجب ان تتسم بالجودة والهيئة الشكلية الجيدة ، كما ان الفنادق والنوادي التي تقوم بعمل موائد اطعام ضخمة وعزومات فارهة بما فيها المؤسسات العامة في الدولة والتي تقوم بعمل هذه العزومات خاصة في شهر رمضان المعظم فعليها ان تتولي عملية اعادة تعبئة الاطعمة وايجاد مصادر سريعة للتعبئة والتوزيع علي مستحقي هذا الطعام وهو ما سيحقق اهداف هذا المشروع، كما ان توافر الحد الكافي من المعلومات والدراسات الاجتماعية سيحقق الشفافية والتأكد من توصيل الاطعمة لمستحقيها من الكادحين والفقراء الذين ليس لديهم مصدر رزق يوفر لهم قوت يومهم بصفة دائمة .
ويضيف ان بنك الطعام قد تتوافر لديه آليات اخري مختلفة تمكنه من توفير عدد كبير من الاطعمة والوجبات لاعداد كبيرة من الاسر مثل فتح باب التبرعات بالاموال او بالاطعمة ، ولكن لابد وان يراعي ان تكون مصادر الاطعمة مصادر موثوق منها وجيدة فضلا عن ان يجب ان يكون هناك تنوع في الوجبات التي يتم توزيعها علي مستحقيها فلابد ان تتضمن انواعا مختلفة من الطعام لكي تكون وجبة متكاملة تسمن وتغني من الجوع .
وأكد علي ان وسائل الاعلام المختلفة عليها دور كبير وفعال في تدعيم بنك الطعام من خلال نشر التوعية بين المواطنين من ميسوري الحال ، لكي يحثهم علي التبرع والمساهمة في بنك الطعام سواء بالاطعمة او بالاموال ، وهو ما سيجعل المهمة اسهل علي البنك وعلي العاملين فيه لتوافر عدد كبير من المواد الغذائية لديهم .
رمضان فقط
وتشير د. بسنت فهمي استاذ الاقتصاد جامعة القاهرة ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الي ان المشكلة الاساسية في مصر تكمن في ان التبرعات تكون بشكل غزير جدا في شهر رمضان فقط ولكن باقي العام لا يحدث ذلك وهو ما يجعلنا ننادي بأن تستمر التبرعات والمساعدات لتمتد لباقي ايام العام كما ان ترشيد استهلاك الغذاء لابد وان يستمر ايضا طوال العام وليس في رمضان فقط ، حتي تتحقق العدالة الاجتماعية ونتمكن من حل مشكلات المئات بل والالاف من الكادحين تحت خط الفقر في مصر، كما ان هناك معدمين من السيدات والاطفال الذين ليس لديهم عائل يعانون بشكل يومي في ايام رمضان وغير ايام رمضان من عدم وجود طعام لديهم، فلذلك لابد ان نتكاتف جميعا وراء بنك الطعام سواء بالاموال وبالاطعمة اوالمواد الغذائية المختلفة لكي يحقق جدواه اجتماعيا.
السحب والإيداع
ويوضح د. صلاح جودة الخبير الاقتصادي ان نسبة استيراد مصر من المنتجات الغذائية منذ شهر ابريل وحتي الان زادت بنسبة 62% وهو ما يعني زيادة في الاستهلاك بشكل عام للمصريين من الغذاء ، ولذلك يستوجب علي المطاعم والفنادق الضخمة والاسر الميسورة الحال التي تقوم بفرش موائد ضخمة وفارهة للعزومات في رمضان ان تقوم بالمساعدة في بنك الطعام بشكل قوي وفعال بالاضافة الي الاستعانة بالجمعيات الاهلية الخيرية التي تعرف بالفعل اماكن ومساكن الفقراء الكادحين الذين في امس الحاجة الي هذا الغذاء ويتم توزيعها بشكل سريع وامن وبذلك تتحقق العدالة الاجتماعية في التعذية في مصر ، ونحن لا نريدها اثناء الشهر الكريم فقط بل لابد وان تكون علي مدار العام بأكمله .
واضاف ان ديناميكية البنوك تدار عن طريق عمليات السحب والايداع بشكل عام ، وفكرة بنك الطعام هنا متصلة بنفس السياق حيث انه يتم عن طريق استقبال الاطعمة المختلفة بكميات كبيرة ثم يقوم عدد من الافراد العاملين به بإعادة تعبئة وتغليف هذه الاطعمة بشكل جيد حتي تكون صالحة للاسر التي تذهب اليها ، والتي من المفترض ان العاملين ببنك الطعام لديهم دراسات ومعلومات عن هذه الاسر التي في اشد الحاجة الي هذه المنتجات الغذائية وهو ما يستوجب ان تفعل الضوابط التي تتحكم في توصيل الاطعمة لمستحقيها بصفة مستمرة تعينهم علي المعيشة حتي لا يحصل عليها من لا يستحقها بدون وجه حق ، كما ان التوسع في اعمال بنك الطعام ستمكنه من انشاء مصانع ضخمة تساعد علي الارتفاع بمستوي الانتاج والصناعة في مصر
وهو ما قد يمكن البنك من الاكتفاء الذاتي من حيث جمع الاطعمة واعادة تصنيعها وتشغيل ايد عاملة وما الي ذلك مما يسبب تطورا في صناعة المنتجات والسلع الغذائية في مصر والذي سيعود بالنفع علي جميع المواطنين وليس الفقراء فقط .
فكرة البنك
ويؤكد د. محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء ان ما يتم خلال شهر رمضان من تبرعات او اجراءات تكافل اجتماعي في مصر هي من اجل تحديد النسبة الفعلية للكادحين في مصر لكي يتم احتواؤهم ولكي تشملهم الحكومة والمجتمع برعايتهم ، واشار الي ان جمعية مواطنون ضد الغلاء حرصت خلال شهر رمضان من كل عام علي القيام بتعبئة وجبات جاهزة وبيعها بالتكلفة الفعلية للوجبة وعدم المغالاة في سعرها وهو ما ساعد علي اكتفاء عدد كبير من المواطنين بوجبة الافطار بسعر التكلفة الفعلي وعدم الوقوع فريسة في ايدي التجار وجشعهم .
ويشير محمود زمزم المتحدث الاعلامي باسم جمعية الاورمان ان هناك 5 مؤسسات خيرية متنوعة في مصر مثل جمعية رسالة ، و الاورمان ومصر الخير ، وبنك الطعام، لديها فروع عديدة في مختلف محافظات مصر ونجوعها تتبني الشفافية في توصيل الاطعمة لمستحقيها بشكل دوري وفعال كما ان المعاونين داخل القري يساعدون بشكل كبير في جمع المعلومات عن الاسر الكادحة والتي في امس الحاجة لهذه المساعدات .
واكد ان فكرة ترشيد استهلاك الطعام في مصر هي افضل الطرق لتحقيق العدالة الاجتماعية الغذائية في مصر حيث ان ربات المنازل والفنادق ومؤسسات الدولة الضخمة عليها ان تراعي ذلك.