بعد إعلان عودة التوقيت الصيفي
المعارضون: قرار عشوائي.. المؤيدون: الغرب ينفذه
الأطباء: تأثير طفيف علي الساعة البيولوجية.. مرضي القلب يحذرون
أثار قرار مجلس الوزراء بعودة العمل بالتوقيت الصيفي منتصف الشهر الجاري واستثناء شهر رمضان الكريم من العمل بالتوقيت حالة من الارتباك بالشارع وتباينت الآراء حول جدوي القرار وامكانية المساهمة في ترشيد الكهرباء وحل أزمة الطاقة بينما أكد الأطباء ان تغيير التوقيت لا يقتصر تأثيره علي الساعة البيولوجية بل تمتد آثاره لمرضي القلب أما خبراء الاقتصاد أشادوا بالقرار الذي سوف يؤدي إلي تبكير الحضور في العمل وتوفير استهلاك الطاقة في المنازل.
صلاح توفيق موظف يقول لا يوجد تأثير للتوقيت الصيفي في عملية ترشيد الكهرباء فالكهرباء دائمة الانقطاع سواء زادت ساعة أو نقصت.
قرار عشوائي
يضيف عبدالناصر محمد نشعر كأننا لعبة في يد الحكومة تأتي بنظام يقر الساعة وآخر يلغيها دون العودة إلي المواطنين واستطلاع رأيهم أو دراسات حقيقية علي أرض الواقع.
يري عمرو القاضي صاحب محل ملابس ان تغيير الساعة لا يعتبر حلا لمشكلة الكهرباء فعلي الحكومة إذا أرادت حل الأزمة ان تقوم بتحويل اعمدة الكهرباء بالشوارع لتعمل بالطاقة الشمسية مع الزام المحلات بالعمل حتي الساعة الثامنة طوال ايام الاسبوع عدا الاثنين والخميس حتي الساعة التاسعة مساء دون تغيير في الساعة كما كنا في السابق.
يؤكد صالح ممدوح صاحب محل قطع غيار ان التوقيت الصيفي بلا أي أهمية ولا يؤثر علي حركة البيع والشراء بالمحلات فعلي الحكومة السير علي نهج دول العالم ولا تتلاعب بالوقت.
يشير بكر عبدالحافظ موظف إلي تأثير تغيير التوقيت علي الصحة قائلا: تعودنا علي الاستيقاظ والنوم في مواعيد محددة وتغيير التوقيت يصيبنا باضطراب عصبي وذهني ونحمد الله ان هذا القرار جاء بعد انتهاء الدراسة.
بلا جدوي
وتتساءل كريستين رءوف ما جدوي تغيير التوقيت في منتصف الشهر الجاري واعادته مرة أخري مع قدوم شهر رمضان ثم يلغي آخر الشهر إلي أوائل شهر نوفمبر؟!
وتشاركها في الرأي ناهد ثروت قائلة: عندما تم الغاء التوقيت عقب ثورة يناير تم اقناعنا ان هذا سببه ترشيد الطاقة وبعد عودته تحاول الحكومة اقناعنا انه من أجل ترشيد الطاقة فلا يوجد شفافية من المسئولين.
ويري سامي عبدالمعبود موظف تغيير التوقيت نظام عالمي تتبعه العديد من دول العالم الغربي كألمانيا والنمسا حيث يتم تقديم الساعة في الصيف لتوفير وترشيد الطاقة.
ويقول أيمن حماد عامل تغيير التوقيت لن يؤثر علينا طوال فترة النهار والمهم انها تلغي في شهر رمضان لعدم اطالة فترة الصيام.
يضر بالمرضي
ويوضح الدكتور رضا دياب استاذ القلب بقصر العيني ان فرق التوقيت يؤثر علي مرضي القلب والشرايين حيث يؤدي لتكرار الاصابة بالأزمات القلبية خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وكثرة انقطاع التيار الكهربائي مما يؤدي للاصابة بالجفاف لذا ينصح المرضي ضعاف عضلة القلب والشرايين غير المستقرة الافطار.
ويري الدكتور مؤمن محمد خليفة استشاري أمراض الصدر انه ليس هناك تأثير من الناحية البيولوجية علي جسم الانسان من الغاء فرق التوقيت الزمني في شهر رمضان لأن مدة الصيام واحدة من الفجر للمغرب والمشكلة تحدث في حالة وصول فرق التوقيت إلي أكثر من اربع ساعات كما في حالات السفر وبمجرد مرور يومين يرجع الجسم لطبيعته البيولوجية مرة أخري.
ويضيف الدكتور شريف مراد استشاري الجراحة العامة والمسالك ان تغيير التوقيت أمر مطبق بجميع الدول المتقدمة ولا يؤثر علي الناحية البيولوجية للإنسان ولكن الضرر يلحق بالمواطنين الذين يكثرون من السهر في شهر الصيام حتي الفجر فهذا يؤثر علي الجهاز المناعي وعلي دورة الكورتيزون بالجسم وعلي الناحية المزاجية أما بعد انتهاء شهر رمضان يعود الجسم لطبيعته.
بينما تري د.أميمة ابوبكر استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ان تغيير التوقيت الصيفي ليس له أي تأثير سلبي علي صحة الانسان بدليل انه يطبق في مصر منذ فترة طويلة ولم نشعر بأي ضيق منه كما يطبق في العديد من الدول العربية والأوروبية ولم تثبت الدراسات وجود أي تأثير سلبي له علي صحة الإنسان وما يحدث هو وجود خلل بسيط في الساعة البيولوجية بجسم الإنسان لفترة قصيرة.
اضافت ان الساعة البيولوجية في جسم الإنسان عامة تحتاج إلي الاستقرار وأي خلل في هذه الساعة يؤدي إلي تغيير مزاج الإنسان العام وهذا ما يحدث عندما يسافر الإنسان من بلد إلي أخري أو حتي في أول أيام شهر رمضان.
اشارت الدكتورة أميمة إلي أن جسم الإنسان له قدرة عالية علي التكييف لذلك فإن تأثير هذا الخلل لا يتعدي من 24 إلي 48 ساعة وبعدها يعود الجسم إلي حالته الطبيعية ويتكيف مع الوضع الجديد.
أوضحت الدكتورة إيمان فوزي استاذ الصحة النفسية بكلية تربية جامعة عين شمس ان عودة التوقيت الصيفي لن يؤدي إلي أي اختلال بصحة الإنسان خاصة ان طبيعة الإنسان المصري ان لديه قدرة عالية علي التكييف وعامة التغيير في التوقيت لن يؤثر مطلقا علي الإنسان المنظم والقادر علي تخطيط حياته.
اضافت ان التوقف عن تطبيق التوقيت الصيفي خلال العامين الماضيين لم يربك المواطنين لأن التوقيت الصيفي كان يطبق في مصر لعشرات السنوات ولم يؤثر علي الحالة النفسية للمصريين بل علي العكس فإن المصريين اعتادوا علي هذا التغيير في التوقيتات.
اشارت استاذ الصحة النفسية بكلية تربية جامعة عين شمس إلي أن اختلال الساعة البيولوجية لن يحدث الا في فروق ساعات كبيرة التي تحدث في السفر إلي بلاد بعيدة أو اختلاف الليل والنهار ولكن التغيير في ساعة واحدة لن يؤثر سلبا علي صحة الإنسان سواء النفسية أو الصحة العامة.
أوضحت الدكتورة آمال صابر استاذ الصحة النفسية ان تطبيق التوقيت الصيفي يؤثر علي المزاج العام للإنسان لفترة قصيرة حيث ان فرق ساعة واحدة ما بين التوقيت الشتوي والصيفي لا يحدث فرقا كبيرا في التأثير علي الصحة النفسية موضحة ان تطبيق التوقيت الصيفي في الدول الأوروبية التي تعاني من برودة الجو له تأثير أكبر علي رفع معنويات الإنسان ولكن في مصر لا يحدث تأثير ملحوظ علي المواطنين.
يقول الدكتور مصطفي الباز استاذ الاقتصاد بجامعة قناة السويس ان الغرض الرئيسي من اتخاذ قرار بعودة العمل بالتوقيت الصيفي يهدف في الاساس إلي توفير الطاقة الكهربائية عن طريق التبكير مثلا بحضور الموظفين والعمال إلي أعمالهم في جو النهار مما سينعكس علي اداء العمل بصفة ايجابية وتوفير الطاقة من جهة أخري وقد يبدو هذا اجراء روتينيا ولكن من الناحية العملية فهو إجراء اقتصادي صحيح حيث سيوفر في مجموع ساعات العمل طاقة كهربائية هائلة.
اضاف الباز ان هناك هدفا آخر من هذا الاجراء هو زيادة الانتاج حيث سيعمل هذا التبكير بالحضور إلي توفير ساعة اخري من دوران ماكينات الاتناج وهذا سيوفر طاقة كهربائية كبيرة وهي الموفرة ايضا من غلق اجهزة التكييف اللازمة للعمل وتوقف خطوط الانتاج ساعة مبكرة لأن اداء العمل اثناء ساعات النهار يؤدي لانتاجية عالية تنعكس علي زيادة الناتج القومي الاجمالي.
فوائد
يقول الدكتور سمير سعد مرقص استاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية: ان هذا الموضوع يرتبط بأهمية العمل والتشغيل وساعات العمل والأمر مرتبط بالانتقال من وإلي العمل يحث ان الحضور إلي العمل مبكرا يؤدي إلي ترشيد الطاقة وزيادة الإنتاج وأكد ان التكيف مع الأوقات الملائمة لكل العاملين والمتعاملين مع الجهات وانجاز الاعمال في الوقت المناسب وانجازها في أسرع وقت واشار إلي أن ارجعه يؤدي إلي تنظيم الخدمات وتوفيرها مثل الكهرباء والغاز وانه ليس له أي نوع من الاضرار ويعود علي مصر بالكثير.