الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور
محاولات هدم الجيش والشرطة خيانة عظمي.. وخلافنا مع الإخوان جوهري
قال الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور إن أحداث العنف الأخيرة والاغتيالات لن تزيد الشعب المصري إلا إصرارا علي مواصلة خريطة الطريق.
ونوه في هذا الصدد, إلي أن المظاهرات بدأت تتقلص وتضعف وأن الحماسة لها بدأت تقل, ولم يعد هناك متعاطفون معها نتيجة العنف الذي يمارس خلالها.
ووصف مخيون ـ في حوار لـالأهرام ـ محاولات هدم الجيش والشرطة بأنها خيانة عظمي, مؤكدا أن مواجهة الأفكار التكفيرية من أهم التحديات التي تواجه الشعب المصري.. وإلي نص الحوار:
تصاعد أحداث العنف والاغتيالات.. هل يمكن أن يؤثر علي خريطة المستقبل؟
بالتأكيد سيؤثر ولكن بشكل إيجابي.. فعندما يستشعر الشعب المصري وجود خطر يهدده, وتظهر خيوط المؤامرة التي تحاك ضده وتهدد كيانه, فإنه يتوحد ويصطف كله ضد هذه العمليات الإجرامية التي تستهدف الأبرياء من أبنائنا في الجيش والشرطة والشعب المصري, لذلك فإن هذه الأحداث ستزيد الشعب المصري تماسكا وإصرارا علي مواصلة خارطة المستقبل حتي نصل لمرحلة بناء المؤسسات ونصل إلي حالة الاستقرار ونقطع الطريق علي هذه الفئة المنحرفة.
هل ستستقر البلد في الأيام القادمة أم سيزداد العنف؟
أعتقد أن أعمال العنف ستستمر فترة, ولكن إن شاء الله مع تماسك الشعب المصري ستضعف إلي أن تنتهي وأتوقع أن يكون هناك بعض التصعيد في الأيام القادمة خاصة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
ومتي ستتوقف المظاهرات في مصر وفقا لتوقعك؟
من الواضح أن المظاهرات بدأت تتقلص وتضعف, والحماسة لها بدأت تقل ولم يعد هناك متعاطفون معها نتيجة العنف الذي يمارس خلالها, فكثير من الذين كانوا يتعاطفون مع المظاهرات وجدوا عدم جدواها خاصة أنها لا تثمر إلا مزيدا من القتلي والجرحي والدمار والانقسام في الشارع المصري.
هل تري أن الإخوان مازالوا يحتفظون بقوتهم في الشارع؟
قوة الإخوان ضعفت في الشارع واستجابة الناس لهم قلت, وتعاطفهم مع الجماعة انخفض فالإخوان دائما رهاناتهم خاطئة وقراءتهم للمشهد غير صحيحة, وبعد ان كان الشعب المصري يضع في الإخوان آمالا كبيرة ويعتبرهم المنقذ واستجابة قاطرة الإصلاح بعد30 سنة من الفساد إلا أنه تلقي صدمة كبيرة فيهم عندما رأي ممارساتهم الخاطئة أثناء الحكم, فالشعب في حالة احتقان كبيرة ضد الإخوان, بسبب الممارسات العنيفة التي يراها في المظاهرات, كما أن الشعب أخذ انطباعا عنهم أنهم لا ينظرون إلي الصالح العام للبلد بسبب الفعاليات التي يدعون إليها مثل عطل سيارتك, وافتح الحنفية, وما تدفعش فاتورة الكهرباء, ومما لاشك فيه أن كل هذه عقوبات للشعب والشعب أذكي ووصلته الرسالة.
الإخوان مازال لديهم يقين أن الرئيس المعزول سيعود إلي الحكم؟
هذا ضرب من الوهم والخيال, وأي شخص لديه ذرة من العقل لا يعتقد أن مرسي يمكن أن يعود للسلطة مرة أخري, وأعتقد أن قيادات الجماعة لديهم يقين جازم بأن مرسي لا يمكن أن يعود للسلطة مرة أخري.
ولماذا يستمرون في المظاهرات؟
أعتقد أن استمرارهم في الشارع وعدم اعترافهم بالواقع وعدم اعتذارهم للشعب المصري, يرجع إلي الخوف من انقلاب قواعدهم عليهم, أو حدوث انشقاق بالجماعة فهم يحاولون جعل أتباعهم يعيشون في الوهم وفي أمل العودة وأمل الرجوع, فضلا عن أنهم إذا وافقوا علي المصالحة الآن, فإنهم سيتعرضون لهجوم شباب الإخوان الذين سيسألوهم لماذا لم تقبلوا بهذه الحلول منذ البداية وتتجنبوا إراقة الدماء والقتلي والمطاردة؟ خاصة أن الفرصة كانت متاحة أمامهم وكانت هناك مبادرات تلو المبادرات.
هل كانت هناك مبادرات حقيقية؟
كانت هناك استجابة من المجلس الأعلي للقوات المسلحة والدليل علي ذلك ما صرح به, محمود حسان شقيق الشيخ محمد حسان والذي أكد وجود جولة من المفاوضات, ولكن الإخوان رفضوا كل هذه المحاولات, وكلام محمود حسان صحيح مائة في المائة لأنني علمت بهذه الوقائع.
ما السبيل للخروج من الأزمة الراهنة؟
الحل يكون بالإسراع في بناء مؤسسات الدولة, وأعتقد أن إقرار الدستور خطوة ايجابية أعطت الثقة وقدرا كبيرا من الاستقرار, سواء داخليا أو خارجيا, وجعلتنا ننتقل إلي مرحلة الشرعية الدستورية بإرادة شعبية, ويجب علي الشعب المصري سواء قوي سياسية أو قوي مجتمعية, للمرور بالوطن من هذه الأزمة والخروج من عنق الزجاجة, كما يجب علي الحكومة ألا تمارس ما كان يمارسه الإخوان من قبل وألا تقع في الأخطاء التي كانت تعترض عليها وكان يمارسها الإخوان, فنحن نري أن هناك أخطاء كبيرة تحدث في المرحلة الحالية منها التحريض الإعلامي الشديد, والتوسع في الاشتباه, والقبض علي كثير من الناس, ربما لمجرد الشبهة, وهذا يوسع رقعة الكارهين للوضع أو يوسع الصدام مع جمهور كبير من الشعب.
في الوقت الذي تدعو فيه إلي بناء المؤسسات هناك من يدعو الي هدم الجيش والشرطة؟
الدعوة لهدم الجيش أو الشرطة خيانة عظمي فهدمهما هدم للدولة وضياع مصر, ونحن لم نر أن أي دولة تفككت وانهدمت ثم عادت مرة أخري وأمامنا التجربة المريرة التي حدثت في الصومال منذ20 سنة, والتي لم تعد حتي الآن ورأينا العراق وسوريا واليمن.
الحريص علي بلده وعلي شعبه يسعي إلي تقويم الأساسات ثم إصلاحها وليس هدمها, ونحن في حزب النور نري المشهد بصورة واسعة وكل همنا الحفاظ علي مصر كدولة وككيان وكمؤسسات ثم نصلحها خطوة خطوة فإذا انهدمت الدولة فلن يكون هناك ما نصلحه, وهذا ما يريده الكيان الصهيوني ومن وراءهم من أعداء مصر, وأول خطوة في هدم مصر هي هدم المؤسسات القوية خاصة الجيش والشرطة, وقد رأينا الشرطة في28 يناير عندما سقطت كيف عاني الشعب المصري.
لكن البعض يخشي من عودة ممارسات النظام السابق؟
الشعب يطالب بعودة الشرطة قوية كما كانت, مع البعد عن الممارسات الخاطئة والالتزام بالقانون واحترام كرامة الانسان وأن تقوم بدورها الحقيقي وتحقيق شعار الشرطة في خدمة الشعب ليكون واقعا علي الأرض وألا تمارس ما يمتهن كرامة المواطن ليكون هناك تصالح بين جهاز الشرطة والشعب.
الإخوان يرون أن حزب النور تخلي عن المشروع الإسلامي بمشاركته في خريطة الطريق؟
بالعكس فمشاركتنا في خريطة الطريق كانت للمحافظة علي التيار الإسلامي فلو أننا انخرطنا مع الإخوان في طريق الصدام أو التزمنا الصمت لكان من الممكن أن يتم استبعاد التيار الإسلامي كله وربما يتم استئصاله في ظل موجة الغضب العامة من الشعب المصري ضد الإسلاميين بسبب أخطاء الإخوان, وكانت هناك قوي خارجية تتمني مشاركتنا في الخيار الصدامي ليتم التخلص من الجميع, لكننا قرأنا المشهد جيدا واستطعنا المحافظة علي الهوية الإسلامية والشريعة بالدستور الجديد بمعاونة الأزهر ودار الإفتاء وبتعاون باقي أعضاء لجنة الـ.50
ولكن البعض يري عدم وجود اختلاف بين الإخوان والسلفيين؟
الفارق بينا وبين الإخوان واضح منذ البداية, وظهر ذلك في مجلسي الشعب والشوري, وفي المبادرة التي عرضناها عليهم العام الماضي, وظهر الفارق بيننا جليا أيضا في المواقف الأخيرة عندما رفضنا الانخراط معهم في الطريق الذي اختاروه وهو طريق المواجهة والصدام مع الدولة والشعب المصري, ورفضنا الانخراط معهم والنزول في المليونيات التي كانوا يدعون إليها, وانضمامنا لخريطة الطريق ودعمنا للدستور, كل هذه المواقف جعلت الصورة تتضح لدي الشعب المصري بأن هناك خلافا جذريا وجوهريا بيننا وبين الإخوان سواء من الناحية الفكرية أو الناحية المنهجية وكذلك في المرجعية, وفي رؤيتنا للواقع وفي تعاملنا مع الآخرين واستيعابنا لهم وفي رؤيتنا السياسية للمشهد.
من وجهة نظرك هل تأثرت شعبية حزب النور بفشل الإخوان خلال فترة حكمهم؟
مما لا شك فيه ان فشل الإخوان آثر علي التيار الإسلامي كله وأفقد قطاعا من الشعب الثقة فيه بعد أن كانوا معلقين عليه أمالا كبيرة, ولكن مواقف حزب النور الأخيرة أكدت للشعب المصري أننا حزب يعلي المصلحة العامة علي مصلحة الحزب, وأننا لم ولن نشارك أبدا في شيء فيه عنف أو فيه ضرر للشعب المصري, وأننا حريصون علي دماء المصريين وحريصون علي مصر والدولة ككيان ومؤسسات.
عاد الفكر التكفيري في الظهور من جديد كيف تري ذلك؟
أكبر التحديات التي تواجه المصريين والقوي السياسية والمؤسسات الدينية والدعوية, هو مواجهة انتشار الفكر التكفيري الذي يعد من أكبر الأخطار التي تواجه مصر, فأصحاب هذا الفكر يكفرون المجتمع ويستحلون الدماء والأموال والأعراض وهو أمر في منتهي الخطورة, ونري الآن ما يقوم به تنظيم داعش في العراق وسوريا من قتل المسلمين حتي الجرحي في المستشفيات.
ما هي رؤيتكم لمواجهة الفكر التكفيري؟
أري أن الدعوة السلفية لها دور كبير في دحض هذا الفكر ودحره والقضاء عليه أثناء انتشاره في الثمانينيات والتسعينيات, فالأماكن التي تشهد وجودا للدعوة اختفي فيها هذا الفكر المنحرف, وعندما اختفي هذا الفكر كان من الطبيعي أن تهتم الدعوة السلفية بقضايا اخري, لكن عاد هذا الفكر من جديد بدأت الدعوة في إعداد دورات لتدريس قواعد وأصول مسائل الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة والرد علي شبهات التكفير ودحض أفكارهم وتفنيد شبهاتهم.
وما دور الدولة لمواجهة هذه الفكر المنحرف؟
يجب عمل دورات مكثفة لأئمة الأوقاف لدراسة هذه القضايا وكيفية الرد عليها لتحصين الشباب ضد هذه الأفكار, وأري أن يكون هناك تعاون بين الدعوة السلفية والأوقاف لمواجهة هذا الفكر خاصة أن أبناء الدعوة السلفية لديهم دراية وخبرة في محاربة هذا الفكر بسبب وجودهم في هذا المعترك منذ عقود, كما يجب أن يتفرغ أئمة الأوقاف لمهمتهم في هذا الوقت ولا يغادروا المساجد خاصة أن معظم الأئمة يقتصر دورهم علي إمامة الصلاة فقط.
أي نظام انتخابي تفضل؟
طالبنا بإجراء الانتخابات البرلمانية بنظام المختلط وقمنا بإرسال طلب مكتوب للرئيس المستشار عدلي منصور, أوضحنا فيه ذلك لأن النظام الفردي سيؤدي إلي فتح الباب لأصحاب الأموال واستخدام البلطجة والقبليات والعصبيات.
هل سيتحالف النور مع أي من الأحزاب الأخري في الانتخابات البرلمانية؟
في الغالب سنخوض الانتخابات منفردين, دون تحالفات, خاصة أن التحالف مع التيارات الإسلامية انتهي بعد انحيازها للإخوان وأصبح التحالف معهم في حكم المستحيل, أما التحالف مع القوي الليبرالية والعلمانية فمن الصعب أن نكون في قائمة واحدة بسبب التضاد في الفكر والاختلاف الكبير في الأيديولوجية وهذا لا يتنافي مع أن نتعاون بعد ذلك فتحالف الانتخابات شيء والتحالفات السياسية شيء آخر.
ماذا تطلب من الرئيس قبل إقرار قانون الانتخابات البرلمانية وتقسيم الدوائر الجديد؟
نقترح تشكيل لجنة قانونية من المستشارين القانونيين للأحزاب السياسية بالتعاون مع الجهات القانونية المعنية, وإجراء حوار وطني جامع بين جميع القوي السياسية للوصول إلي صياغة قانونية وسياسية ملائمة لقانون الانتخابات البرلمانية.
من هو المرشح الذي سيدعمه حزب النور للرئاسة؟
أعلنا موقفنا من قبل بأننا لن ندعم أي مرشح إلا بعد غلق باب الترشح ثم نقيم المرشحين ونقيم برامجهم.
كيف تري ترشح المشير عبد الفتاح السيسي؟
من حق المشير عبد الفتاح السيسي أن يترشح للانتخابات الرئاسية, فأي مواطن مصري له حق الترشح للانتخابات, ما لم يكن هناك مانع دستوري أو قانوني, ولا أحد يمنعه فهو حق أصيل لكل مواطن والشعب هو الذي يقرر من يختاره لرئاسة مصر عن طريق عملية الاقتراع.
بالنسبة للتيارات الإسلامية أو الشخصيات المحسوبة علي التيار الإسلامي مثل عبد المنعم أبو الفتوح وسليم العوا هل تري من المصلحة ترشحهم في هذه المرحلة؟
موقفنا واضح منذ25 يناير وكان الإخوان يتفقون معنا في أنه ليس من الصواب أو الحكمة علي الإطلاق أن يتقدم مرشح إسلامي في هذه الفترة, لأن المرحلة الانتقالية فيها نوع من عدم الثقة بين الأطراف كما أن فيها نوعا من الخوف ونري ضرورة أن يكون مرشح الرئاسة بعيدا عن المعادلة السياسية كي لا يزيد حالة الاحتقان في الشارع ولا يزيد حالة الاستقطاب والاحتراب الداخلي في مصر, ونري أن وجود مرشح إسلامي سيزيد حالة الاستقطاب والاحتقان الداخلي ولا يؤدي إلي الاستقرار وظهر ذلك بعد تجربة محمد مرسي وظهرت صحة رؤيتنا.
وفي حالة ترشح أحد المحسوبين علي التيار الإسلامي هل ستدعمونه؟
القرار ليس قراري, ولكن موقفنا المبدئي, أنه ليس من الصواب ترشح أحد من المحسوبين علي التيار الإسلامي في هذه المرحلة, وهذا ليس معناه أننا ضد التيار الإسلامي بل علي العكس ربما يكون ترشح مرشح إسلامي يسبب خسائر للتيار الإسلامي.
من وجهة نظرك ما مواصفات رئيس مصر؟
نريد رئيسا وطنيا لا يعادي الفكرة الإسلامية يجتمع عليه كل المصريين يحقق الاستقرار في هذه المرحلة الصعبة, ويحقق ما يطالب به المصريون من عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية, أما ترشح مرشح إسلامي فسيكون ضرره علي التيار الإسلامي أكثر.
هل تتوقع مشاركة الإخوان في انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية؟
اعتقد أن الإخوان لن يتركوا أي انتخابات إلا وسيشاركون فيها سواء بصورة علنية أو بصورة خفية والدليل علي ذلك مشاركاتهم في انتخابات اتحادات الطلاب وانتخابات النقابات بل وحتي انتخابات المدن الجامعية.
هل أنت راض عن الحكومة الحالية؟
من ضمن السلبيات في هذه المرحلة ضعف أداء الحكومة فهي حكومة غير متجانسة وليس لديها رؤية واضحة, وتعاني من تناقض وارتعاش في القرارات.