د.أبوالنصر وزير التربية والتعليم: لن نترك مستقبل أبنائنا فى يد «تنظيم دموى»

د.أبوالنصر وزير التربية والتعليم: لن نترك مستقبل أبنائنا فى يد «تنظيم دموى»


«لا تتوقعون» من مجتمع به نسبة أمية عالية أن يقرأ الدستور ويعيه قبل التصويت عليه، فحوالى 5% فقط هم من سيقرأون الدستور، والأغلبية ستصوت عليه عن جهل.. ولا ديمقراطية فى مجتمع جاهل، ومن الظلم لهذا الشعب أن نستمر فى السياسات التعليمية السابقة التى لا تنتج تعليماً حقيقياً، وكانت سبباً فى تدهور كل المجالات».. هكذا بدأ الدكتور «محمود أبوالنصر»، وزير التربية والتعليم، حديثه لـ«المصرى اليوم»، مؤكداً أن اهتمامه الأول سينصب على المرحلة الابتدائية؛ لأن الطالب لو تعلم القراءة والكتابة والحساب يمكن أن يكمل تعليمه بسهولة أو يعلّم نفسه بنفسه فى المستقبل، خاصة بعدما فوجئ بطلبة تتخرج فى الدبلوم والثانوية العامة ويخطئون فى القراءة والكتابة، فيما أضاف أن الوزارة لن تترك عقول الطلبة لعبة فى يد تنظيم متطرف، والعقاب الشديد سيكون نصيب أى مدرسة مخالفة.

■ دعنا نبدأ من آخر تطور حدث فى مدارس الإخوان.. ما الجديد؟

- تم وضع 147 مدرسة تحت الإشراف المالى والإدارى للوزارة، بعد أن ثبت بالدليل القاطع وقوعها فى مخالفات عدة وإخلالها بالقانون واللوائح وعدم تحية العلم المصرى ولا النشيد الوطنى وعدم الالتزام بالمناهج المحددة من قبل الوزارة وتدريس مواد إخوانية، مروراً بالمخالفات المالية والإدارية فى هذه المدارس.

ونحن فى انتظار انتهاء المدة القانونية بعد حكم الاستئناف الأخير لمصادرة 76 مدرسة من مدارس الإخوان ولم يتبق من هذه المدة سوى أيام قليلة ويحين موعد الصفر.

■ كيف سينفذ هذا القرار، وما الضامن لحقوق الطلبة؟

- سيتم تعيين مشرف مالى وآخر إدارى وثالث قانونى بمعرفة الوزارة لكل مدرسة، على أن تتم الاستعانة بأربع شخصيات من أولياء الأمور للمشاركة فى الإدارة والإشراف على سير العملية التعليمية؛ ضماناً لحقوق الطلبة وعدم تأثرهم.

■ هل سيتم انتخاب أولياء الأمور؟

- لا.. سيتم تعيينهم بمعرفتى؛ خشية أن تأتى الانتخابات بأولياء أمور من الإخوان.

■ ماذا لو أن جميع أولياء أمور طلبة المدرسة من الإخوان؟

- لا نستطيع التعميم، ولكن هذا أمر وارد بكل تأكيد، وهنا إذا لم أجد من أطمئن له فسأستعين بأولياء أمور من مدارس أخرى أو من الخريجين.

■ وهل أنت مستعد للتعامل مع أى إضراب للمدرسين أو الطلبة فى هذه المدارس؟

- نعم، وسيتم التعامل بكل حسم، وأى مدرس سينتهك القانون ستتم إحالته للنيابة، أما الطلبة فسننذرهم أكثر من مرة خوفاً على مستقبلهم ومصالحهم، ولكن إذا استمروا سنتخذ كل الإجراءات القانونية ضدهم، ولن أتهاون فى التعامل مع هذا الملف، ولن أترك مستقبل أبنائى لعبة فى يد تنظيم دموى، ولن أسمح لمدرس بأن يلعب فى عقول أبنائنا.

■ لكن سمعت أن أصحاب المدارس سحبوا كل الأرصدة المالية ليكون الحساب صفرا، فكيف ستنفق على المدارس بعد مصادرتها؟

- حدث بالفعل.. وقد اتفقت مع وزير المالية على إعطائى سلفة لتشغيل المدارس حتى شهر 9 القادم على أن تسدد من المصروفات التى يدفعها أولياء الأمور كل عام للمدرسة.

■ المدارس الإخوانية واضحة، ولكن المدرس الإخوانى فى النجع والكفر قد يكون أخطر على المجتمع، فكيف ستصل له؟

- أولاً لدىّ لجان تفتيش دورية على كل مدارس مصر، ومن تثبت عليه المخالفة فسيكون عقابه رادعاً، إضافة إلى حملاتى أنا الشخصية فى التفتيش ومفاجأة المدارس، لكن لا تنسى أن المجتمع نفسه أصبح يلفظ هذا الفصيل، وأى مدرس يجده زملاؤه يبث التطرف فى عقول الطلبة سيبلغون عنه، وهو ما يسمى الرقابة المجتمعية.

■ ما عدد البلاغات التى أحلتها للنائب العام فى قضايا فساد بالوزارة؟

- 48 إحالة للنائب العام، آخرها إحالة جديدة لوزير التربية والتعليم السابق «إبراهيم غنيم»، حيث أعطى مدينة متكاملة فى العريش تتبع الوزارة بها 280 شاليهاً وملاعب ضخمة ومجهزة بأحدث أجهزة رياضية وتقام بها معسكرات صيفية للطلبة، لجامعة قناة السويس بعقد إيجار لمدة خمس سنوات «ببلاش»؛ فى حين يصل إيجارها إلى حوالى 2 مليون جنيه، لذا أحلت البلاغ للنائب العام وخاطبت الجامعة برد المدينة.

■ لماذا جامعة قناة السويس؟

- لأنها جامعته التى يقوم بالتدريس بها؛ فلعله يستفيد عندما يعود إليها.

■ مصر تحتل المرتبة الأخيرة عالمياً من حيث جودة التعليم، فما تعليقك؟

- هذا التصنيف ظالم، والمعايير التى تم التصنيف على أساسها خطأ؛ لأن التنافسية عبارة عن أشياء تخص الصناعة والعمل، فى حين تم عمل الاستبيان وفق 60 سؤالاً تم توجيهها إلى 100 رجل أعمال، وكانت الأسئلة عامة مثل هل أنت راضٍ عن التعليم فى مصر؟هل أنت راضٍ عن التعليم الأساسى فى مصر؟ هل احتياجات سوق العمل تتوافق مع مفردات التعليم؟ فكل هذه الأسئلة ظالمة لأن جميع إجاباتها من البدهى أن تكون «لا»، هذا إلى جانب أنهم سألوا رجال أعمال لم يقوموا بزيارة المدارس حتى يقوموا بالتقييم، ونحن من الممكن أن نقول إننا راضون عن التعليم بنسبة 20% أو 25%، ولذلك فى مؤتمر التنافسية فى الإسكندرية تحدثت فى هذا الموضوع، وعملنا على وضع برامج للتدريب بل للتوظيف أيضاً.

■ لكن التقييم جاء من قبل مؤسسة دولية؟

- نعم مؤسسة دولية تابعة لهيئة المعونة الأمريكية، وهى ليست أمينة تماماً معنا، خصوصا فى هذا التوقيت، ومع ذلك حضرت ورشة عمل خاصة بهم، وتحدثت معهم عن طرق التقييم المعيبة.. ولا تنسى أن التقييم تم على أساس الوضع القديم فى العهود السابقة.

ورغم أننى لا أتحمل مسؤولية ما تم فى الماضى فإن غيرتى على بلدى تجعلنى أبحث عن آليات التقييم والاعتراض عليها لو كان هناك ما يثبت أنها لا تتم وفق معايير صحيحة، وحتى لا يؤثر ذلك على أداء المنظومة بالكامل.

■ ما نقطة البداية للنهوض بالتعليم؟

- الأمر العاجل أننا لابد أن نهتم بالتعليم الابتدائى ونضع فيه كل جهودنا؛ فهو قاطرة التعليم، فتخريج طالب يجيد القراءة والكتابة والحساب من المرحلة الابتدائة إنجاز ضخم؛ لأن أى طالب يتعلم هذه الأمور سوف يكون من السهل أن يتعلم أكثر، أما إذا كان لا يعرف القراءة والكتابة فلن يستطيع أن يستوعب مناهج أى مرحلة تالية، ويجب ألا نضع رؤوسنا فى الرمال ونعترف بهذه المشكلة لأن ذلك يعد أولى خطوات الحل، فالديمقراطية التى ننشدها لا تنفع ولا تجوز مع الجهل؛ فلابد من شعب متعلم حتى يستطيع التعامل مع آليات الديمقراطية.. هل تستطيعين أن تقولى لى كم مواطناً سيقرأ الدستور الجديد ويعيه إذا تم طرحه على للشعب؟!

الإجابة هى حوالى 5%، وبعض الأفراد سوف يكوّنون رأيا فيه من خلال مناقشات التليفزيون والباقى سوف يصوّت بجهل، وإذا استمررنا على سياسات التعليم التى كانت متبعة من قبل فنحن نظلم هذا الشعب؛ فلابد من تعليمه إذا أردنا الارتقاء بالبلد؛ لذا أنا مهتم بالتعليم على مسارين: مسار التعليم العالى ومسار تعليم الكبار والمتسربين، ولو أننى استطعت تخريج كل طلاب التعليم الابتدائى وهم يجيدون القراءة والكتابة والحساب السنة الحالية سيعد ذلك إنجازاً ضخماً.

■ كم عدد المتسربين من المدارس؟

- أغلب المتسربين هم الأطفال من سن 8 إلى 12 سنة الذين دخلوا مدرسة ثم تركوها أو لم يدخلوا مدرسة على الإطلاق، وهذه الإحصائية تمت بطريقة علمية، فقد حصرنا المواليد والتعداد الموجود فى المدارس والفرق بينهما كان 2 مليون.

وبالتالى نحن أمام أزمة كبيرة 2 مليون مواطن دون تعليم. وبناء على هذه الإحصائية بدأنا فى مشروع إعادة التأهيل والتعامل النفسى مع المتسربين وإعادتهم للتعليم ومساعدتهم فى الحصول على شهادة الابتدائية أو الإعداية، وإذا لم نستطع فسوف نطبق برامج الإعداد المهنى بأن نؤهلهم لتعلم مهنة، وكل هذا وفقاً لخطة وجدول زمنى.

■ ما أدواتك لتخريج طلاب يقرأون ويكتبون بالمرحلة الابتدائية؟

- تدريب المعلمين ليكونوا قادرين على ذلك وتقييمهم باستمرار.

■ وما الذى يجعل المدرس حريصاً ومتجاوباً، وماذا لو طلب المدرسون مكافآت ومحفزات؟

- المعلمون فى مصر ممتازون ويقدرون تماماً الوضع الذى تمر به البلاد، ومع ذلك سأحقق لهم حزمة من المحفزات بدأتها بعمل تخفيضات لأبنائهم بنسة 25% فى المدارس، إضافة إلى برنامج تدريب قوى لجميع مدرسى التعليم الابتدائى بدأ تنفيذه بالفعل، ومن يجتز التدريب ويحصل على تقدير جيد فى التقييم ينل مكافآت مالية كنوع من التحفيز، ومن لا يجتز التقييم فسيتم وضعه فى وظائف إدارية، والهدف هنا أن يكون مدرس الابتدائى على أعلى درجة من المهنية وسأجعل المدرس الإعدادى والثانوى يتمنى أن يدرس لطلبة الصف الابتدائى للميزات التى سيتمتع بها مدرسو الصف الابتدائى، ومن هنا سيتم تأسيس الطالب تأسيساً جيداً نبنى عليه فى باقى المراحل.

■ ومن أين ستأتى بالمال الذى ستمنحه مكافآت وامتيازات؟

- لدىّ مستشار لتنمية الموارد؛ فلا يمكن أن أعد بشىء إلا وأعلم أنه باستطاعتى الوفاء به، فلدىّ فى الوزارة عدة قطاعات اتخذت قرارات بشأن تنميتها ستجلب لى المال، وقد حصلنا بالفعل على دخل حوالى 17 مليون جنيه من تنمية الموارد حيث نضعها فى حساب بنكى بحيث نستطيع الإنفاق منها على المكافآت والحزم التحفيزية، وحتى لا أحمل الدولة أى أعباء.

■ كيف ستتعامل مع مشكلة العمالة الزائدة المتمثلة فى مدرسى نظام الحصة؟

- حصلت على 80 ألف فرصة عمل للمدرسين بالقطعة من مجلس الوزراء لاستيعاب هؤلاء، وسوف يتم التعيين بالأقدمية، ومع ذلك هناك مدرسون بالقطعة لا يصلحون للتثبيت وغير مؤهلين، وهذا كان أحد المقالب التى تسبب فيها المحافظون السابقون الذين كانوا يمنحون عقودا لأى شخص إما مجاملة وإما لاستيعاب زيادة الطلب على العمل، ولكن تأكدى أنه من هذه اللحظة لن أسمح إلا للأكفاء فقط بالدخول بل الاستمرار فى هذه المهمة الجليلة. وظيفة المدرس يجب أن تعود من أرقى الوظائف، فلك أن تتخيلى أن بعض مدرسى الحصة معهم دبلوم أو ثانوية عامة، وهؤلاء سأحولهم إلى وظائف إدارية ولا علاقة لهم بالعملية التعليمية.

■ وزعت « التابلت» المدرسى على 6 محافظات، فمتى تنتشر التجربة؟

- التطوير التكنولوجى للعملية التعليمية كان إحدى الأولويات المهمة، فقد تم تحديد الرؤية المستقبلية لمنظومة التعليم داخل المدارس ضمن الخطة الاستراتيجية للوزارة التى تشمل إدخال التكنولوجيا الحديثة داخل الفصل الدراسى، بما يحقق تفاعل المدرس مع الطلاب والمناهج الدراسية المطورة.

وتم البدء فى إدخال منظومة التعليم المطورة لعدد 935 مدرسة بإجمالى 2225 فصلاً دراسياً للصف الأول الثانوى بنوعيه فى 6 محافظات حدودية، والتى تتمثل فى شرح المناهج بواسطة الحاسب الآلى الخاص به على السبورة الذكية مع إمكانية الرجوع إلى الكتاب المدرسى أثناء الشرح.

وتم البدء فى توزيع الحاسب اللوحى (التابلت) على طلبة الصف الأول الثانوى بتلك المحافظات لاستكمال المنظومة داخل الفصل، وتوفر المنظومة الإحلال التدريجى للكتاب الإلكترونى بدلاً من الكتاب المدرسى، وعلى الجانب الآخر نعمل على تدوير الكتاب المدرسى؛ حيث تم إنشاء 3 خطوط إنتاج ورق الطباعة، وورق التصوير فى 3 مدارس صناعية عن طريق استغلال الكتاب المدرسى المرتجع وأوراق الإجابة؛ مما يؤدى إلى خفض تكلفة طباعة الكتب بنحو 300 مليون جنيه.

■ متى يتوقع تعميم فكرة التابلت؟

- نتحدث عن حوالى 10 سنوات لنصل إلى تغطية 20 مليون جهاز، ولدىّ 4 مصانع لتصنيع التابلت بدأت بمصنع التعليم الفنى، وحصلت على ثلاث هدايا من القوات المسلحة، وجمعية مصر الخير ستعطينى المصنع الخامس، ولكن هذا لن يغطى الـ20 مليوناً فى الـ10 سنوات؛ لذا شرعنا فى اتفاق مع «الإنتاج الحربى» لتكملة الإنتاج من مصانعها.

■ بمناسبة توفير الطباعة، ماذا عن مشروع تدوير الكتاب المدرسى، وما حجم التوفير الذى سينتج عنه؟

- لقد اتخذت قراراً بأن أى طالب سيرد لى كتب العام الذى مضى بحالة جيدة سأعفيه من المصاريف، على أن آخذ هذه الكتب وأعطيها لمن يريد المساعدة ولا يقدر على دفع مصاريف الكتب، وبحسبة صغيرة ستجدين أن هذه الفكرة ستوفر على الوزارة حوالى 500 مليون جنيه.

■ كثافة الفصول أحد عوامل فشل التعليم فى مصر.. كيف ستواجهها؟

- حل كثافة الفصول لن يكون إلا بزيادة بناء المدارس، والأبنية التعليمية عموماً تحتاج إلى 250 مليارجنيه؛ حتى نصل لعدد المدارس المطلوب، ومع ذلك نحن بصدد الانتهاء من 3000 مدرسة هذا العام، وهو عدد ضخم كان يبنى فى عشر سنوات؛ وذلك بالاشتراك مع سميح ساويرس والفنان محمد صبحى وعدد من رموز هذا الوطن، إضافة إلى 800 مدرسة حصلنا على أموالها من دعم الإمارات الشقيق.

كما أننى كأستاذ فى كلية الهندسة اتفقت مع المنفذين على نماذج هندسية أفضل فى البناء تعد صديقة للبيئة وبخامات أفضل وأرخص وبنفس الجودة؛ فكانت النتيجة توفير 16 مليار جنيه، الأمر الآخر أن هناك مستثمرين تم الاتفاق معهم على إنشاء مدارس بنظام الـ«بى بى بى»، وهى شراكة القطاع الخاص مع العام، أى أن تقوم الدولة بتوفير الأرض وهم يبنون المدرسة، وجزء من المصروفات يسدد سعر الأرض كما فى بعض المدارس التجريبية.

■ هل الصعيد موضوع فى حسابات الوزارة؟

- سنفتتح قريباً مصنع للبلاستيك فى المدرسة الصناعية بحلايب وشلاتين؛ لأن المحافظ لاحظ أن معظم البضائع التى تذهب من مصر إلى السودان منتجات بلاستيكية؛ لذا قررت نقل مصنع بلاستيك يتبع الوزارة إلى حلايب وشلاتين، وسيتم بناء مدرسة فنية تابعة له، فنحن نعمل على فكرة بناء مدرسة داخل المصنع ومصنع داخل المدرسة، وسيكون للصعيد نصيب كبير منها، وقد أنشأنا حوالى 17 مدرسة داخل المصانع الفترة الماضية، فالمصنع يمنح الطالب أجراً يومياً ووجبة غذائية ويمنحه الخبرة والتعلم بل فرصة العمل بعد التخرج، وهذه هى السياسة التى نسعى إليها، لذلك بدأ يزيد الطلب على المدارس الفنية عن سابق الأمر، وقد قابلت السفير الإيطالى لمناقشة عروض لتطوير التعليم الفنى.

■ لوحظ أن المناهج فى عهد مبارك كانت معطلة لإبداع الطالب وفى عهد مرسى محرضة على الإرهاب؛ فما الحل؟

- كان هناك كتابان فى بداية الفصل الدراسى بهما تاريخ مغلوط ومواد تدعو للتنظيم الإخوانى والتعريف به، فمنعنا توزيع الكتابين، وتم التصحيح وإعادة طبع الكتابين، أما عن المناهج بشكل عام فأنا أوافقك بأنها مملوءة بالحشو وتكرار الكلام ولا تشجع على التفكير أو الإبداع، لذا بدأت منذ ثلاثة أشهر فى تطوير المناهج للتجهيز لمناهج 2014 -2015 وسوف نبدأ فى طباعة كتب العام القادم نهاية شهر 12 القادم.

■ هل ستذكر «مرسى» فى كتب التاريخ؟

- طبعاً سوف نذكر كل شخص بما له وما عليه، كذلك مبارك سيتم وضع مرحلة حكمه فى التاريخ بمميزاتها وأخطائها.

■ وماذا عن الحقبة القبطية فى التاريخ التى اقتطعت من التاريخ وكأنها لم تكن؟

- سوف يتم وضع التاريخ القبطى فى المناهج؛ لأنه جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر، ولابد من ذكره، واقتطاعه من قبل كان خطأ كبيراً.

■ جرت العادة بأن من يكتب التاريخ يتحكم فى سرد الأحداث وتوجهها السياسى؟

- نحن لن نتدخل فى كتابة مناهج التاريخ، إنما تم إسناد الأمر لعلماء التاريخ والمجمع العلمى للتاريخ، وسنسند عملية المراجعة إلى مؤرخين مصريين عالميين.

■ مشكلة الدروس الخصوصية أصبحت مشكلة مزمنة، فهل من حل؟

- الدروس الخصوصية ظاهرة موجودة فى العالم كله، صحيح أنها ظاهرة قوية وواضحة فى مصر، ولكن مؤكد لها حلول، فقد اتفقت مع وزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين، وكذلك وزير الشباب على عمل قناة أرضية فضائية تعليمية نضع فيها خيرة المدرسين ونعطيهم رواتب جيدة ليعطوا دروساً للطلبة من خلال الشاشة بدلاً من مراكز الدروس الخصوصية، وقد رحبت الوزيرة بالفكرة وجارٍ الإعداد لها، واتفقنا على أن يكون البث أرضياً وفضائياً لأن أكثر من 40% من الناس ليس لديهم أطباق دش، وسيكون للوزارة إشراف على إعداد الدروس والوسائط المساعده فى الشرح وسنكرر إذاعة الدروس فى فترات مختلفة ليتسنى لكل الطلبة متابعتها.

■ 400 مليون جنيه «بسكويت للمدارس» مبلغ يراه البعض مبالغاً فيه وأولى أن نبنى مدارس جديدة به؟

- أولاً هذا المبلغ ليس من أجل البسكويت، إنما هى فطيرة مدرسية بمواصفات غذائية عالية القيمة، ولن تدفع من ميزانية الوزارة إنما كل إدارة تعليمية مع المحافظة ستدفع التكلفة، وللعلم هذا المبلغ لعدد معين من المدارس؛ لأننا لو أردنا تغذية كل المدارس فنحن نريد 8 مليارات جنيه.

لأن الوجبة تشمل فطيرة وكوب لبن وقطعة جبن وعسلاً وخبزاً وثمرة فاكهة، وستكون وزارة الزراعة مسؤولة عن تورديها، وقد وصلنا إلى أقل سعر ممكن؛ فهذه الوجبة تكلفتها 5 جنيهات، ولا تنسى أن صحة الطلبة مسؤوليتنا، وجزء من أمراض المدارس وعدم القدرة على الاستيعاب يرجع الى الأنيميا الحادة المنتشرة بين الطلبة، خاصة فى المناطق الفقيرة وبعض القرى والأرياف.