نجم يودع الحياة من الحسين
ودعت ظهر أمس جماهير غفيرة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم, شاركوا في تشييع جثمانه من مسجد الحسين ودفنه بمقابر الدراسة, وأقيم العزاء بمسجد بلال بن رباح بالمقطم, وسيقيم المثقفون غدا عزاء أخر بمسجد عمر مكرم.
شارك في تشييع الجثمان د.جلال السعيد محافظ القاهرة ود.محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي ود.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع, والكاتب حسين عبدالرازق, ورفيق دربه الشاعر زين العابدين فؤاد, وصديق عمره محمد هاشم, والموسيقار حسن شرشر, والكاتب نائل السودة, والسفير شكري فؤاد, وميشيل غالي, ومن شباب الثورة مالك مصطفي وخالد عبدالحميد وعمرو إمام.
رحل نجم بمنزله بالمقطم عن عمر ناهز84 عاما إثر أزمة قلبية ويعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسما بارزا في الفن والشعر العربي, وعبر عن الأحداث التي شهدتها البلاد في قصائده وأشعاره, وارتبط لسنوات طويلة بشخصية تشبهه إلي حد كبير في التعبير الحاد عن مواقفها وهي شخصية الشيخ الراحل إمام عيسي, وكونا معا ثنائيا يندر تكراره في مجال الهجاء السياسي والاجتماعي من خلال الشعر والتلحين والغناء ونجحا في إثارة الشعب وتحفيزه ضد الاستعمار ثم ضد الديكتاتورية الحاكمة ثم ضد غيبة الوعي الشعبي.
الشعر بالعامية من وجهة نظر نجم أهم إنجاز حضاري للشعب المصري, وأهم شعر عند المصريين لأنه شعب متكلم فصيح والعامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة.
ولد الراحل في22 مايو, عام9291 بمحافظة الشرقية لأم فلاحة ووالده كان يعمل ضابط شرطة, وتسببت وفاة والده في انتقاله لبيت خاله بالزقازيق, حيث التحق بملجأ أيتام عام1936, وقابل فيه الفنان الراحل عبدالحليم حافظ, وعاد لقريته مرة أخري وهو يبلغ17 عاما, لينتقل للقاهرة بعدها, ليعمل بمعسكرات الجيش الإنجليزي, متنقلا بين مهن كثيرة, كبائع, وعامل بناء, وترزي, وفي ذلك الحين علم نفسه القراءة والكتابة, ليبدأ نضاله الوطني بمساعدة الفدائيين في عملياتهم, وتعرف علي الشيخ إمام, وكان يعبر من خلال أشعاره عن شخصية مصر, وجراحها, وآلامها, وأحلامها.
وحصل علي العديد من الألقاب أشهرها الفاجومي والمقصود بها التصادمي أو الصريح في أرائه, وقدمت السينما فيلما يحمل نفس الإسم مأخوذ من مذكرات الشاعر الكبير, وجسد شخصيته بالفيلم الفنان خالد الصاوي, بينما قدم الفنان صلاح عبدالله دور الشيخ إمام, كما لقب بـ ثائر الكلمة ومؤخرا سفير الفقراء حيث اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة عام2007 .
للراحل العديد من الأشعار والقصائد الدالة علي كفاحه الوطني ومعارضته لجميع الأنظمة, وبسبب ذلك سجن عدة مرات, حيث عارض السادات بسبب معاهدة كامب ديفيد, وعارض مبارك, وجماعة الإخوان, ومن بين قصائده وأشعاره يعيش أهل بلدي وجائزة نوبل والأخلاق و الخواجة الأمريكاني واستغماية والثوري النوري والندالة وضليلة فوق رأس الشهيد, وشيد قصورك, ومن أهم أشعاره كتاباته عن جيفارا رمز الثورة في القرن العشرين.
زوجات الراحل هن فاطمة منصور, وعزة بلبع, وصافي ناز كاظم, وممثلة المسرح الجزائرية صونيا ميكيو, وأميمة عبدالوهاب, وبناته هن عفاف, ونوارة, وزينب, وأحفاده هم مصطفي وصفاء وأمنية.
المشيعون حملوه علي الأكتاف حتي المدافن
وأصرت الجماهير المشاركة في تشييع الجثمان علي حمله علي الأكتاف حتي المدافن بالغفير رافضين نقله داخل سيارة الموتي.
رحل قبل استلام الجائزة
كان من المقرر أن يطير الراحل إلي هولندا9 الشهر الحالي لاستلام جائزة خاصة, وكان قد عاد الراحل منذ يومين من الأردن حيث شارك في احتفالات اليوم العالمي لللاجئين بالأردن.
قالوا عنه:
الشاعر الفرنسي لويس أراغون: إن فيه قوة تسقط الأسوار.
د.علي الراعي: الشاعر البندقية.
د.رفعت السعيد: كان عنصرا أساسيا للقوي المعارضة خاصة ضد الإخوان, فإن رحل عن عالمنا بجسده فأعماله باقية.
د.محمد أبو الغار: أعرفه منذ عام1968, وقت أن كنت مدرسا بكلية الطب ورأيته وهو يحرك جامعة القاهرة مع الشيخ إمام, بأشعاره التي ألهبت حماس الرئيس أنور السادات بأن يتخذ قرار العبور في73, كما أنه دائما ما يدافع عن الفقراء, وبكلماته وألحان الشيخ إمام سيستمر نجم محفورا بوجدان المصريين.
حسين عبدالرازق: افتقدنا انسانا ومناضلا من طراز فريد, وجمعتني به زنزانة بأبو زعبل عقب عام77 ورأيت قدرته غير العادية علي تحمل السجن الانفرادي وكيف ينسج العلاقات مع المساجين الآخرين, وكذلك السجانين.
الشاعر زين العابدين فؤاد: نجم سيظل موجودا طالما الناس موجودة في الشارع وأمضيت فترات طويلة معه داخل السجن وخارجه, وكتب داخل السجن قصيدة العنبرة.