بين دموع الحسرة‏..‏ وخسائر بالملايين قطار انطلاق الدوري يعود لنقطة الصفر

بين دموع الحسرة‏..‏ وخسائر بالملايين قطار انطلاق الدوري يعود لنقطة الصفر



‏ كل يوم يمر‏..‏ عداد الخسائر يرتفع‏..‏ تأجيل الدوري بات شيئا عاديا ونغمة لايملها أحد بل انها القاعدة‏..‏ أما الاستثناء فهو انطلاقه بشكل نهائي دون ان يكون كدبة إبريل
أو بمعني آخر كذبة كل شهر.. فبعد أن طال الحديث مرارا وتكرارا عن أن اشارة البدء أصبحت علي الأبواب.. نعود مرة أخري الي نقطة الصفر.. ويدور الكلام عن الترتيبات والاستعدادات وخلافه دون كلمة نهائية عن الموعد المرتقب.. وبالطبع تتوالي الخسائر المادية.. وتذرف الأندية ومسئولوها دموع الحسرة علي الموقف المتردي لها.. فلم يعد لها طاقة علي تحمل المزيد من الانتظار فهناك التزامات وعقود لابد من الوفاء بها.. وهناك رواتب يجب دفعها في حينها.. بخلاف أمور أخري, وأصبح من الأفضل لها أن تغلق أبوابها لحين اشعار آخر.
ووسط الحديث عن حجم الخسائر المتتالية.. كان لابد من معرفة وجهة نظر أصحاب الشأن في مأساة انطلاق الدوري, فالقائمون علي الأمر يدركون أكثر من غيرهم الي متي يمكن ان تؤول الأمور, خاصة مع التراكمات المتتالية من الموسم الماضي وأيضا قبل الماضي.. فالمسابقة لم تستكمل علي مدار موسمين, وفي كل مرة يتحدد موعد يتم التراجع عنه..مرة بسبب عدم التوافق علي الملاعب وشكل المسابقة سواء من مجموعتين أو مجموعة واحدة, وأخري لعدم وصول الموافقات الأمنية.. وثالثة لأن أحد الأندية الكبيرة يريد تسويق مبارياته بنفسه.. الحكاية مملة ومكررة.. لدرجة أن الدوري دخل غرفة الإنعاش.. وينتظر اسدال كلمة النهاية علي روحه إيذانا لتشييعه الي مقره الأخير.
الأمر الواقع
وفي القلعة البيضاء لم يجد الجهاز الفني لفريق الكرة سوي القبول بالأمر الواقع في قرار لجنة الأندية بتأجيل الدوري حتي الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر المقبل, ورغم حالة الغضب غير المعلن من قبل الجهاز الفني الذي كان يرغب في انطلاق الموسم في موعده في الأسبوع الأول من الشهر المقبل, الا ان الجهاز الفني اضطر للقبول بالأمر الواقع.
وأكد حمادة أنور المدير الاداري للفريق أن هناك خططا بديلة لدي الجهاز الفني من أجل التغلب علي مسألة تأجيل انطلاق الدوري وسيكون هناك مزيد من المباريات الودية خلال الفترة المقبلة بعد أن سبق وأعلن الجهاز الفني عن روزنامته الخاصة بمبارياته الودية استعدادا لإنطلاق الموسم, ولكن المشكلة تأتي في زيادة المصروفات خلال تلك الفترة سواء للمباريات الودية التي يخوضها الفريق والتي تكلف خزانة النادي أموالا كثيرة للفرق التي نواجهها.
خسائر بالملايين
في الإسكندرية سيكلف تأجيل الدوريأكثر من50 مليون جنيه, نادي الاتحاد الذي اشتري15 لاعبا بعقود تصل الي9 ملايين وجهاز فني جديد يكلف النادي مليوني جنيه, بالإضافة الي الملايين وتأجير الملاعب وعقود اللاعبين السنوية ستصل الخسارة الي15 مليونا لو تم تأجيل الدوري.. اما ان تم الإلغاء فإن خسائر النادي ربما تقل لأنه في هذه الحالة لن يدفع عقود لاعبين ولا أجورا للمدربين والفنادق والملابس وخلافه.
موارد أساسية
أكد المهندس خالد فرو نائب رئيس الإسماعيلي ان خسائر النادي في حالة تأجيل الدوري ستصل الي30 مليون جنيه, مشيرا الي ان النادي سيفقد أيضا موارده الأساسية من الدخل والمتمثلة في حقوق البث وحقوق الرعاية وتسويق اللاعبين, موضحا أن الإسماعيلي كان يعتمد في جزء من موارده علي بيع وتسويق اللاعبين وهو الأمر من الصعب حدوثه في الوقت الحالي بسبب توقف المسابقة.
وأضاف خالد فرو أن النادي متمسك بإقامة مبارياته هذا الموسم في استاد الإسماعيلية بعد الانتهاء من الاشتراطات التي حددتها النيابة العامة عقب مجزرة استاد بورسعيد, موضحا أن النادي خسر نحو ثلاثة ملايين جنيه الموسم الماضي بسبب أداء مبارياته خارج ملعبه وذلك في صورة تكاليف الانتقالات والإقامة وتأجير الملاعب, مؤكدا أن النادي لن يخوض مبارياته في استادات القوات المسلحة وسيلعب بالإسماعيلية سواء بجمهور أو دون جمهور.
قرار الجدولة
وقال علي عبد المنعم مدير التسويق بالنادي الأهلي إن قرار تأجيل الدوري من جديد يزيد من الخسائر المادية للقلعة الحمراء خاصة في ظل قرار جدولة مشتريات عقد الرعاية لحين استئناف النشاط الرياضي, وقال ان بعض الرعاة متوقفون عن السداد بسبب توقف النشاط الرياضي وفي حالة بدء الدوري سيعود الكل للالتزام بالعقود, وأوضح مدير التسويق أن كل مشروعات التسويق الخاصة بالنادي ستعود مع استئناف المسابقة خاصة الأهلي ستورز وديجتال وخدمات الموبايل التي توقف بعضها وهو ما كان يدر علي النادي دخلا كبيرا, وأشار عبد المنعم الي ان التسويق الرياضي والرقمي تأثر سلبا بقرار توقف النشاط الرياضي.
عكس المتوقع
ويقول طارق يحيي المدير الفني للمقاصة إنه استفاد بشكل كبير من قرار التأجيل, حيث ان فريقه لم يخض فترة إعداد مثل بقية الأندية.
وأضاف أن رفض اللاعبين التدريب بسبب مستحقاتهم المتأخرة لمدة شهر قلص فترة الإعداد لذا فإنني سعيد جدا بقرار لجنة الأندية لمنحنا الفرصة الكاملة في الاستعداد لانطلاق المسابقة, وأوضح أنه يدرك أن هناك خسائر مالية دون شك بالنسبة للنادي في هذا القرار ولكن علينا مراعاة الظروف التي تمر بها مصر.
ترتيب الأوراق
أكد العميد علي غيط المشرف العام علي الكرة بنادي اتحاد الشرطة أن تأجيل المسابقة جاء من أجل ترتيب الأوراق خاصة أن لجنة الأندية التي تقوم بإدارة المسابقة تسلمت المهمة بدون أي موافقات أمنية أو حتي الملاعب التي تقام عليها المباريات, وهو ما جعل اللجنة تكون مطالبة بكل هذا خلال تلك الفترة القصيرة.
وقال انه تم الاتفاق علي ان يكون هذا هو آخر موعد لانطلاق المسابقة الرسمية وهذا للصالح العام وللأندية وهي فترة لالتقاط الأنفاس حتي يستطيع كل نادي الدخول في فترة اعداد جادة لمسابقة الدوري بعد تحديد المجموعتين. وأشار غيط الي ان نادي اتحاد الشرطة ناد رياضي وليس له دخل بوزارة الداخلية مثل أي ناد رياضي آخر ونحن نحافظ علي حقنا في البث مثل جميع الأندية المشاركة في المسابقة.