مصر تبكي شهداءها
أهالى الشهداء يحمّلون جماعة الإخوان مقتل أبنائهم.. ويرددون فى جنازاتهم: حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى قتل ولادنا
الأهالى يطالبون السيسى بتفعيل التفويض وسرعة القبض على القتلة والقصاص منهم رميًّا بالرصاص
شقيقة شهيد: هؤلاء لا يمتون بأى صلة إلى الإسلام الذى يتشدقون به.. ويهدرون الدماء بقلب بارد
كتب: يسرى محمد وهالة عيد وأحمد عبد السميع وكارم الدياسطى وحسين فتحى وأحمد عبد المقصود ومحمد عودة وإسلام الشاذلى ومريم حاتم وسارة زينهم
المعركة مستمرة والدماء لا تزال تسيل على الأسفلت، ورصاصات الغدر بلا توقف تخترق صدور المجندين المصريين. الجماعة الإرهابية قررت أن تحول البلد إلى مجازر وأن لا يُشم فيها إلا رائحة الدماء المهدرة، بينما تعجز الدولة عن تقديم حلول فعلية لوقف شلالات الدماء التى لا تفرز بالطبع إلا جثثا. من أبو شقرة إلى محمد مبروك، من الجنود الذين قُتلوا فى شهر رمضان قبل الماضى إلى الجنود الذين راحوا ضحية الدفاع عن الوطن منذ أيام، لا شىء يمكن أن يقال غير الدعاء بالرحمة للضحايا وانتقاد الدولة التى أهملت بالفعل فى الحفاظ على جنودها، كما فشلت فى التوصل إلى حلول مع الجماعات الإسلامية، لكن المؤسف أن المعركة طويلة الأمد والموت يقترب أكثر وأكثر ليس فقط من المجندين، بل أيضا من المدنيين.
الجنود الشهداء رحلوا، تاركين فى حلوقنا غصة ومرارة، بينما أقامت لهم الدولة جنازات مهيبة شهدت حضور قادة من الشرطة والجيش، ربما كان فى ذلك سلوى لأهاليهم الذين يعرفون جيدًا معنى الفقد بقدر ما يعرفون معنى الاستشهاد.
رئاسة الجمهورية أصدرت بيانًا أكدت فيه أن أرواح الشهداء ودماءهم الذكية التى سالت على أرض سيناء سيكون لها قصاصها، وتعاهدت للشعب المصرى بأن تجتث الإرهاب الأسود من كل أراضيها وربوعها، مثلما اجتثته فى تسعينيات القرن الماضى. نتمنى أن يحدث ذلك، وأن تكون هذه المذبحة هى المعركة الأخيرة فى تاريخ الدم المصرى.
شهيد الفيوم: كان يستعد لدخول الدنيا فأخرجه الإرهابيون منها
الآلاف من أبناء قرية فريد يعقوب التابعة لمركز إبشواى تجمعوا لتشييع جنازة ابن قريتهم الشهيد أحمد رمضان، بينما خطب فيهم الشيخ محمد خطبة ألهبت مشاعرهم، دعا فيها على جماعات الظلام التى تقودها جماعة الإخوان المسلمين.
الجد على عبد المقصود، 75 عاما، جلس على المقابر يتمتم بكلمات حزينة أبكت الآلاف: «ضربوك علشان إيه الخونة، كنت منتظرك اليوم علشان تتعشى معايا.. يا ريتنى أنا اللى موتونى».
السيدة سحر على عبد التواب، موظفة فى مدرسة على الصاوى الإعدادية، ووالدة الشهيد، أصيبت بصدمة عصبية ولم تستطع إلا ترديد اسم ابنها.
بينا قال والد الشهيد رمضان على عبد المقصود، الموظف فى إدارة تموين أبشواى، بصوت مجروح: «احتسبت ابنى عند الله شهيدًا، كان مثالًا للخلق القويم والبر بوالديه».
والد الشهيد أضاف «أن ابنه كان فى إجازة وغادر إلى وحدته فى التل الكبير منذ أسبوع، وأنه قبل اسشتهاده بيومين اتصل به وأخبره أنه ذاهب لمأمورية جديدة فى منطقة رفح على حدود إسرائيل»، وأضاف أن الشهيد عاد واتصل به ليلة وفاته على يد الإرهابيين ليؤكد له أنه سيعود إلى الفيوم مساء الأربعاء بعد أن صرح لة قائد الوحدة الجديد بإجازة 10 أيام، لكنه عاد جثة.
والد الشهيد طالب قادة القوات المسلحة بإعفاء ابنه الأكبر من التجنيد، حيث إنه جُند منذ شهرين فى الدفاع الجوى.
عم الشهيد عجمى على أكد أن ابن شقيقه كان سينهى خدمته فى شهر يونيو القادم، وكان يقوم بتجهيز شقته استعدادًا للزواج من ابنة عمته.
شهيد البحر الأحمر.. مشهود له بالأخلاق الكريمة ومحبوب من الناس
محافظة البحر الأحمر ودعت أحد خيرة أبنائها المجند أحمد محسن عبد السلام، من كتيبة (83 صاعقة) التابعة للقوات المسلحة، والذى استشهد، فجر أول من أمس (الأربعاء) بغدر الإرهاب.
الآلاف من أهالى البحر الأحمر ومدينة رأس غارب شيعوا جثمان الشهيد بعد وصوله من القاهرة فى الحادية عشرة مساء الأربعاء، وخيمت حالة من الحزن والأسى على المئات من أهالى وأصدقاء وأقارب الشهيد، منتظرين وصول الجثمان، متوجهين إلى المسجد الكبير فى المدينة لأداء صلاة الجنازة، تتقدمهم جنازة عسكرية مهيبة من أفراد الشرطة العسكرية لنقله إلى مقابر الأسرة ليتوارى جسده الطاهر تحت التراب.
الجنازة حضرها العميد أركان حرب مجدى أبو قمر، قائد قطاع خليج السويس العسكرية، وقام بإطلاق 24 طلقة فى الهواء تحية للشهيد، بينما أكد أقاربه لـ«التحرير» أنه كان يستعد للزواج، وأنه قضى عاما كاملا من خدمته العسكرية وكان المتبقى 6 أشهر، حيث التحق بالجيش فور حصوله على المعهد الفنى الصناعى قسم التبريد والتكييف، وكان من المقرر أن يتزوج بعدها لولا يد الإرهاب الأسود.
محمود أحمد، من مدينة رأس غارب، قال إن الشهيد كان مشهودا له بالأخلاق الكريمة ومحبوبا بين الناس، بينما انخرط والد الشهيد فى موجة من البكاء، قائلا: «حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل إرهابى ظالم». وينتمى والد الشهيد إلى قبيلة الأشراف ويعمل ريّس عمال فى إحدى شركات البترول الخاصة فى مدينة رأس غارب.
أهالى البحر الأحمر طالبوا الفريق أوّل عبد الفتاح السيسى بالقصاص لضحايا الإرهاب من الجماعات التكفيرية التى قتلت الأبرياء من أبناء الشعب المصرى، بينما أدانت كل الأحزاب والحركات السياسية فى البحر الأحمر، منها حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى و«المصريين الأحرار» و«الدستور» و«الوفد» الحادثة الإرهابية السوداء.
شهيد الدقهلية مشهد جنائزى مهيب لمجند حديث مات فداءً للوطن
اسمه رياض محمد رياض الديب، 21 سنة، من قرية سنتماى التابعة لمركز ميت غمر فى الدقهلية، كان فى طريق عودته إلى البيت فى إجازة، فاغتاله الإرهاب الكافر الذى لا يعرف الرحمة، فراح شهيدًا لتستقر روحه الطاهرة فى الجنة بجانب أرواح كل الشهداء الآخرين.
أهل قريته شيعوا جنازته بالآلاف، سيطر عليهم الحزن بالطبع، لكنهم يعلمون أن الشهداء يستقرون فى أماكن أفضل بكثير من الدنيا، على الأقل لا تطولهم يد الإرهاب هناك، وفى الجنازة تقدم المشيعين الرائد أحمد عبد الله، قائد الشرطة العسكرية فى مدينة الزقازيق، وأصدقاء الضحية وذووه، فى مشهد جنائزى مهيب، حاملين جثمان المجند على أكتافهم ملفوفًا بعلم مصر، بعد أداء صلاة الجنازة عليه من مسجد القرية.
أهل المجند قالوا إنه حديث الالتحاق بالجيش، ولم تتجاوز خدمته الأشهر القليلة، حيث إنه لم يقم بزيارتهم إلا مرة واحدة، منذ أن التحق بالخدمة العسكرية.
محمد عبد الرحمن، أحد أهالى القرية، قال إن الشهيد كان يتمتع بالخلق الطيب، فضلا عن أنه الابن الأكبر لوالده الذى يعمل سائقًا وكان يساعده فى تدبير احتياجات المنزل.
والد الشهيد قال وسط دموعه: «الحمد لله فى ما أصابنى، فكلنا فداء للوطن ضد الإرهاب الأسود الذى تمارسه جماعة الإخوان الظالمين»، مضيفا أنه التقى الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى أثناء تقديمه العزاء، وأكد له أن استشهاد ابنه كان فداءً له وللقوات المسلحة وللمصريين أجمعين. ومن جانبه، أدان حزب الوفد فى المحافظة الحادثة الإرهابية فى بيانه الذى أصدره، والذى تضمن «إن الأفكار الهدامة والأعمال الإجرامية التى تستهدف قوات الأمن والمواطنين الأبرياء من قبل الجماعات الإرهابية التى تخالف تعاليم الإسلام بقتل النفس التى حرم الله قتلها».
شهيد الشرقية.. خطب ابنة عمه منذ أسبوعين ثم ودّع الحياة
فى مشهد مهيب، شيع الآلاف من أهالى قرية المناسترلى التابعة لمركز أبو كبير وضواحيها فى محافظة الشرقية جثمان الرقيب عبد الرحمن حسين إبراهيم، الذى استشهد صباح أول من أمس (الأربعاء)، ضمن 11 شهيدًا من زملائه فى القوات المسلحة خلال حادثة إرهابية استهدفت أوتوبيسًا يقل الجنود بالعريش.
الآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة خرجوا إلى منزل الشهيد فى انتظار وصول جثمانه للصلاة عليه ودفنه، وفور وصول الجثمان انهمر الجميع فى البكاء، وتعالت الهتافات «الله أكبر» و«حسبى الله ونعم الوكيل»، فضلا عن اتهامات يكيلها البعض إلى جماعة الإخوان المسلمين التى حمّلوها مسؤولية استشهاد ابنهم، بالتعاون مع بعض الجماعات الجهادية والتكفيرية الموالية لها.
والدة الشهيد الحاجة فاطمة عبد اللطيف، قالت «إنها كانت فى انتظار وصول ابنها الذى كان فى طريقه إلى القرية عائدًا من معسكره، إلا أنها فوجئت بالخبر المشؤوم، فأصيبت بحالة من الإعياء والحزن الشديد، إلا أنها تمالكت نفسها واحتسبته عند الله شهيدًا»، مطالبة بضرورة سرعة القبض على منفذى العملية الإرهابية وتقديمهم إلى محاكمات عاجلة.
زوج شقيقته الكبرى محمد أحمد البنا، قال «إنه تلقى الاتصال الأخير من الشهيد فى اليوم السابق للحادثة، واستمر الحديث بينهما لمدة 5 دقائق للاطمئنان على شقيقته دعاء التى خضعت لعملية جراحية»، حيث أكد الشهيد أنه على وشك النزول فى إجازة من العمل، بعدها فوجئ بالخبر الذى لم يتمكن من الإفصاح عنه لزوجته نظرًا إلى ظروفها المرضية، إلا أنها علمت مؤخرا بالحادثة وانتابتها حالة من البكاء والصراخ حزنًا عليه. من جانبها، استنكرت شقيقة الشهيد الكبرى دعاء حسين ما وقع من هجوم إرهابى استهدف شقيقها بصحبة عدد من زملائه، مشيرة إلى أن الشهيد خطب ابنة عمه منذ أسبوعين فقط، وأنه قبيل سفره إلى معسكره للمرة الأخيرة كان الوداع حارًا فى مشهد معبر عن الإحساس بدنو الأجل، وطالبت بالقصاص من منفذى العملية ولا شىء غير القصاص.
بينما قالت شقيقة الشهيد الأخرى إيمان حسين إنه كان دمث الخلق، وكان اللقاء الأخير بينهما فى حفل خطبته قبل أن يغادر إلى معسكره الذى عاد منه جثة هامدة، وأضافت «أننا نطالب بالقصاص العادل، وهو الإعدام لمنفذى العملية رميًّا بالرصاص، لأنهم لا يعرفون الرحمة، ولا يمتون إلى الإسلام الذى يتشدقون به بأى صلة».
ابن عم الشهيد محمد إبراهيم وصف الشهيد بأنه من أكثر الناس تواضعًا فى القرية وكان محبوبا بين أهله وجيرانه لحسن خلقه، مشيرا إلى ضرورة تكاتف كل أطياف الشعب لمواجهة الإرهاب الأسود الذى يستهدف سفك الدماء وزعزعة الاستقرار.
خطيبة الشهيد نورهان محمد عبد الفتاح لم تصدق الخبر، إلا أنها ومع مرور الوقت صدقت، وأصيبت بصدمة عصبية نقلت على إثرها إلى مستشفى أبو كبير بعد أن انتابتها حالة هستيرية.
زوج شقيقة الشهيد خالد يوسف، قال إنه لم يره منذ حفل خطبته منذ أسبوعين، إلى أن فوجئ بالخبر، مطالبًا بضرورة تحديد الجناة والقبض عليهم وتقديمهم إلى محاكمات عاجلة تفضى بإعدامهم، كما رفض اتهام أى فصيل سياسى بمقتل الشهيد وزملائه، حيث أوضح أنهم لا علاقة لهم بذلك، لكنهم يطالبون بالقصاص لابنهم ممن قتلوه.
الرقيب عبد الرحمن حسين إبراهيم، كان الأخ الأصغر لثلاثة أشقاء، هم: رضا وإكرام وحامد، و3 شقيقات هن دعاء وإيمان وشامة، وأن والده كان قد توفى منذ 10 سنوات عاش خلالها الشهيد مع أمه من معاش الوالد إلى أن أكمل تعليمه الفنى والتحق بالخدمة العسكرية كمتطوع فى القوات المسلحة.
شهيد التبين: رفض نقله إلى حلوان وأصر على أن يؤدى خدمته فى الإسماعيلية
مثل المجندين الآخرين الذين خرجوا من بيوتهم للدفاع عن وطنهم وتأدية الخدمة العسكرية، خرج الشهيد خالد عيد سلامة، سائق أوتوبيس الجيش الذى استهدفه الإرهابيون.
والدة خالد قالت «إنه تم تجنيده منذ 4 أشهر وكانت إجازته كل 21 يومًا، وفى إجازته الأخيرة قال لها قبل أن يترك المنزل: أنا مخنوق، فردت عليه قائلة: استحمل بقى المدة اللى باقية علشان تخلص»، موضحة أن الإجازة الأخيرة له كانت بعد عيد الأضحى.
وقبل وفاته بيوم واحد، أجرت اتصالًا هاتفيًّا به وسألته عن غلق الهاتف فأجاب: «أنا فى العريش وتليفونى كان فاصل شحن أنا بخير الحمد لله»، مؤكدة أن الحديث اقتصر على الاطمئنان عليه ولم يكن هناك أى نوع من القلق.
واستكملت والدة خالد دون أن تتوقف دموعها «أنه كان يعمل فى الجيش كسائق للأوتوبيس الذى ينقل المجندين فى أثناء الإجازات»، مضيفة «كنا دايما نقوله تعالى ننقلك حلوان وهو يرفض ويقول لأ أنا مرتاح فى الإسماعيلية مع زمايلى»، مؤكدة أنها كررت هذا الطلب عليه أكثر من مرة وحاولت إقناعه بأن وجوده فى الإسماعلية وتردده على العريش يمثل خطورة على حياته، خصوصا بعد مقتل المجندين فى سيناء خلال توجههم لتسلم أوراق نهاية خدمتهم دون أن يقترفوا أى ذنب، قائلة: «حق خالد عند ربنا، وحسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتلوه»، لافتة إلى أنها علمت بخبر استشهاده من أحد زملائه فى المنطقة.
خالة الشهيد تقول إنه كان معتادًا على الجلوس عندها قائلة «أنا اللى مربياه» وإنها علمت من والدته قبل استشهاده بيومين أن تليفونه مغلق فحاولت الاتصال به بعد أن تم فتح الهاتف للاطمئنان عليه، وقال لها: «يا خالتو أنا بخير الحمد لله، ما تقلقيش»، ثم تحدث شقيقه الأصغر زياد، قائلا: «وحشتنى يا خالد هتيجى امتى»، قائلًا: «خالد قال له هاجى قريب، وفعلا جه زى ما قال»، مؤكدة أن خالد كان يحلم بالتعيين فى «الحديد والصلب» بالقرب من منطقته بعد الانتهاء من خدمته فى الجيش.
دينا عيد سلامة، شقيقة خالد، والتى لازمت الفراش وفى يدها المصحف طوال الوقت، قالت «إنها فى الصف الثالث الثانوى، وإنها كانت فى المدرسة وقت وصول خبر استشهاد شقيقها، وأصرت إحدى صديقاتها على أن تذهب معها إلى المنزل، فاندهشت وسألتها لما هذا الإصرار فلم تخبرها، ولكن والدة صديقتها قالت لها إن خالد مصاب فى المنزل وبمجرد وصولها وجدت المنزل يكتسى باللون الأسود وأصوات البكاء والنحيب تملأ الأركان، فأخبروها أن خالد استشهد.
عيد سلامة والد خالد والذى وقف ليأخذ عزاء ابنه محاولا الهدوء والتماسك، قال «إنه كان يشعر منذ شهر تقريبا بأن ابنه سوف يستشهد فى حادثة انفجار، وإن الإحساس تملكه أكثر عندما شاهد كمية الانفجارات التى تحدث فى سيناء والعريش فى الفترة الأخيرة»، مؤكدا أن خالد كان لا يتحدث عن تحركاته فى الجيش وكان كتومًا جدا.
شهيد الإسماعيلية : آخر ما طلبه من أهله كارت شحن ليودع أصدقاءه
فى أجواء حزينة، شيعت الإسماعيلية جثة ابنها المجند إبراهيم محمد إبراهيم محمد، أحد شهداء الوطن، بيتما ألغت المحافظة احتفالية كان من المقرر لها أن تقام فى قصر الثقافة.
وداخل قرية الحمدات، قرية الشهيد، توافد العشرات من أهالى القرية والنشطاء لتقديم واجب العزاء بعد أن تم دفنه، مساء أول من أمس، فى مقابر الأسرة، وشارك عدد من شباب القوى الثورية والسياسية فى مراسم الجنازة، منددين بالإرهاب، ومطالبين بمواجهات حاسمة للقضاء عليه.
أم الشهيد قالت: «العوض عليك يا إبراهيم، احتسبتك عند الله شهيدًا، وحسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عملوا كده وحرمونى منه»، وأضافت الأم وهى فى حالة بكاء شديد «أنه فى آخر إجازة قال لها إنه وزملاءه كثيرًا ما يتم إطلاق الرصاص عليهم من جانب مسلحين، وإنه غالبا ما يحدث تبادل لإطلاق الرصاص معهم، وأنها لم تر ابنها منذ 19 يومًا، وكانت فى انتظار إجازته، ولم تتخيل أنها ستكون آخر إجازة له»، وتحكى الأم «أنها فى آخر مكالمة له طلب منها كارت شحن لأنه يريد أن يتصل ببعض أصدقائه، ثم سمعوا بعد ذلك نبأ استشهاده».
أحمد إبراهيم، والد الشهيد، طالب القوات المسلحة بالقصاص من الإرهابيين ومن تنظيم أنصار بيت المقدس، متسائلا هل هذا هو الإسلام؟
شهداء المنوفية: عبد السلام صبيح كان شهمًا وعونًا لوالديه
سادت حالة من الحزن والكآبة على أهالى قرية ساقية أبو شعرة بمركز أشمون منذ علمهم باستشهاد ابن قريتهم الشهيد عبد السلام صبيح العدل عبد السلام، 22 سنة، والذى قتله الإرهابيون غدرًا فى أثناء ركوبهم حافلة من حافلات الجيش. والد الشهيد يعمل موظفًا فى الإنتاج الحربى، ووالدته ربة منزل، ولديه ثلاثة إخوة وشقيقتان، والعائلة تعرف فى القرية بالأدب والأخلاق والطيبة وحسن المعاملة. خبر استشهاد المجند عبد السلام كان مفاجئًا لأهله الذين أصابتهم الحيرة والذهول، وأكد عبد العظيم محمد، ابن عم الشهيد، أن الشهيد كان حسن الخلق ومحبوبًا من الجميع، وكان عونًا لوالده ويساعده فى عمل الأرض بجوار عمله فى الدعاية مع أحد الموجودين فى القرية لجمع بعض المصروفات التى تساعده، مضيفا أن أخاه يعانى من إعاقة كبيرة عقب حادثة تصادم منذ أربعة أعوام. أهالى القرية أشاروا إلى أن عائلة الشهيد شديدة الاحترام، والشهيد كان دمث الخلق، وأشار عادل شعبان، صاحب معرض سجاد، إلى أن الشهيد حاصل على دبلوم صناعى، وأنه يتمتع بالسمعة الطيبة وذهب ليقضى فترة تجنيده وعاد إلى القرية شهيدًا.
عبد الله عبد المولى: من أسرة طيبة.. والإخوان هم قاتلوه
قرية سلكا التابعة لمركز شبين الكوم لبست الحداد حزنًا على سقوط ابنها شهيد مجزرة العريش عبد الله أحمد عبد المولى جاد، 22 سنة، مجند صاعقة، وله أخان وأخت، ووالده متوفٍ.
أسرة الشهيد علمت بخبر استشهاد المجند عبد الله عندما تلقى أخوه عبد المولى اتصالًا هاتفيًّا من القوات المسلحة خلال وجوده بالمستشفى، والذى فقد الوعى فور انتهاء المكالمة وقام أصدقاؤه بنقله إلى المنزل.
عم الشهيد المحامى محمد عبد المولى، قال إن الشهيد كان عائدًا من إجازة، وإنه قام بتجهيز شقته، وكان يستعد بعد انتهاء مدة تجنيده للزواج، لكن الله نعمه بأفضل منه، (الشهادة)، بينما قال أيمن عبد المولى إن الشهيد خلوق ومحترم وإنهم يحبونه بشدة، لافتا إلى أنهم ذهبوا إلى المساجد لإذاعة خبر وفاته، وأن أعمامه وإخوته ذهبوا لتسلم جثمانه من مطار ألماظة، وطالب أيمن بالقصاص من القتلة الذين قتلوه هو وأصدقاءه.
بينما قالت زينب عبد الله، زوجة عم الشهيد، إن والدته لا تستطيع التحدث منذ علمها بالخبر، وإنهم يتهمون الإخوان بقتل ابنهم لا غيرهم، لأنهم فعلوها من قبل وسيكررونها ثانيًّا، ونطالب القوات المسلحة بالقضاء على الإرهابيين والتعامل مع الإخوان على أنهم إرهابيون.
عمدة القرية عبد المعطى سعيد، أكد أن الشهيد من أسرة طيبة، وليس فيها أحد سيئ وكان الشهيد مثالًا للأدب والأخلاق، مضيفا أن الإخوان هم من اغتالوا الشهيد وكل الشهداء فهم من قالوا «هانفجرها»، وأعتقد أن أحد المجندين ينتمى إلى جماعة الإخوان المحظورة، وهو من أبلغ الإرهابيين بميعاد خروجهم.
عمرو حمدى بدر.. كان حاسس إنه هيموت فى الجيش
الشهيد الثالث من شهداء المنوفية ابن عزبة شماعة التابعة لكفر الحما بمركز أشمون، هو الرقيب عمرو حمدى محمد بدر، متزوج ولديه طفلة عمرها عام ونصف العام.
الشهيد تطوع فى الجيش منذ 5 سنوات، وكان يسكن مع أسرته فى منزل بالطوب اللبن وطابق واحد، وكان حسن السمعة بين الجميع. أقارب الشهيد وجيرانه تجمعوا أمام منزله فور علمهم بالخبر وقاموا بتلقى العزاء فيه، بينما قالت ابنة عم الشهيد إنه كان يشعر بأنه سيلقى حتفه فى الجيش، لأنه كان دائم الطلب من والدته بالدعوة له بالعودة سالمً، وتأثر باستشهاد معوض أحد المجندين الذين لقوا حتفهم فى مذبحة رفح الثانية.
وطالب أهالى القرية بحماية المجندين من الإرهاب، مطالبين الفريق أول السيسى باستخدام التفويض والقضاء على بؤرة الإرهاب وجذوره وهدم الأنفاق.
وخرجت جنازة الشهيد من مسجد الفتح بمشاركة الآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة.
محمد عبد العظيم: ابن الـ19 ذهب ليدافع عن وطنه فعاد جثة
قرية كفر طنبدى، التابعة لمركز شبين الكوم، كانت قرية أخرى من القرى التى كُتب عليها الحزن بفقد أحد أبنائها فى عملية غدر استهدفت إهدار دماء مجندين أبرياء لم يكونوا يرغبون إلا فى الدفاع عن وطنهم.
الشهيد محمد إبراهيم عبد العظيم، ابن هذه القرية، حصل على دبلوم زراعى وتقدم للجيش ليقضى فترة تجنيده، فعاد جثة هامدة وهو فى التاسعة عشرة من عمره.
القرية تحولت إلى سرادق عزاء، والأهالى اصطفوا حتى وصول الجثمان، وبدت عليهم علامات الأسى والحزن، بينما انخرط أخوه وأبناء عمه فى البكاء.
عم الشهيد جمال عبد العظيم، أكد أن الشهيد كان حسن الخلق، وأهالى القرية بأكملها يحبونه، ودخل الجيش منذ عام تقريبا، ليعود إلينا فى نعش ومحمول على الأعناق.
وفى حالة شديدة من الحزن، قال شقيق الشهيد مصطفى عبد العظيم «إن محمد كان عائدا فى إجازة، وإن قتله مدبر»، و«منهم لله اللى قتلوه وحرمونا منه»، مضيفا: «كان شابًا بيحلم يعيش عيشة كريمة، وراح يخدم وطنه ويؤدى الخدمة العسكرية».
والدة الشهيد سقطت من الحزن والبكاء، وظلت تصرخ بقلب يحترق على فراق ابن حلمت بعودته وخروجه من الجيش لتفرح به وتراه عريسا، لكنه عاد شهيدًا.