قصة شهيدين ماتا عشقاً في حب الوطن
تلازما في الدراسة والعمل وتزوجا شقيقتين
الشهيد محمد ناجى الشماشرجى- الشهيد أحمد سمير
الشماشرجي قتلته رصاصة تاجر مخدرات.. وبعد 5 سنوات استشهد الكبير علي يد التكفيريين
طريق واحد جمع بين الشابين.. كانت أولي خطواته مراحل السنوات الدراسية الأولي قبل ان يلتحقا بكلية الشرطة.. جمعهما حب الوطن اختارا أصعب التخصصات وهو الصاعقة.. حيث الموت يحلق فوقهما في كل مهمة.. لم يرهبهما خطر أو مواجهة كان الخوف من الله هو معالم الطريق في تصرفاتهما بعد ان اصبح الموت في سبيل الله هو أسمي أمانيهما.. واستجابت السماء لهما.. الأول استشهد وهو يطارد تجار الهيروين والثاني كانت شهادته برصاصات الغدر لعصابات الغدر والتكفير.. انها قصة استشهاد الضابطين محمد الشماشرجي وأحمد سمير.
قصة تقاربهما كان يعرفها كل من اقترب منهما كانا كما لو كانا توأمين نبتا في رحم أم واحدة.. كانت تحركاتهما واحدة يجمعهما نفس الهدف والرغبة ينطقان بلسان واحد لم يعرف عنهما سوي الالتزام سلوكاً وخلقاً بعد المرحلة الثانوية التحقا بكلية الشرطة اصبحا اكثر قرباً حيث الدراسة الداخلية تجاورت اسرتهما يقتسمان الطعام كانا يغادران الكلية في الاجازة سوياً ويعودا اليها سويا وكان الالتزام بالصلاة في مواعيدها والمواظبة علي قراءة القرآن وحفظه من أهم ملامح حياتهما اليومية.
بعد التخرج رفض كل منهما السعي للالتحاق في ادارة مريحة أو ذات عائد مادي.. كان شعورهما بأن الوطن في حاجة لمن يطهره ممن يحاولون تدميره سبباً في الالتحاق بقوات العمليات الخاصة بالأمن المركزي.. كانت فترة التدريب شاقة لا مجال للراحة فهنا مصنع الرجال الذين لا يعرفون سوي حب الوطن والخوف من الله في كل لحظة حيث يصبح يقترب الضابط من نهايته في كل مهمة أو مأمورية.. وجمعت الفرقة 551 صاعقة بين الضابطين الشابين اللذين اكتسبا مهارات ولياقة عالية دفعتهما ليلتحقا بوحدة المهام الخاصة.. وأهم واجباتها مواجهة الاخطار الشديدة لمحترفي الجريمة وعصابات الارهاب حيث يودع الضابط أهله وزملاءه قبل كل مأمورية وهو يتوقع الشهادة في سبيل وطنه وربه.
وبدأت المهام العملية في وحدة المهام الخاصة وفيها ايضاً استمرت حياة التوأمة بين الضابطين أصبحا اكثر قرباً يتلازمان دائماً في كل المأموريات.
قبل مغادرة المعسكر كانا يؤديان الصلاة مع الجميع ثم يقرآن ما تيسر لهما من آيات القرآن ثم الفاتحة.
ولأنهما يبحثان عن العفاف والحياة النقية سلكا طريق الزواج ولم يكن قد مر علي تخرجهما سوي شهور ولأنهما اختارا طريقاً واحداً في حب الوطن وحمايته فقد كان اختيارهما لمنزل واحد وأسرة واحدة ليختارا شريكة حياة لكل واحد منهم.. تزوجا من شقيقتين لم تمر أسابيع علي زواج الملازم أول محم الشماشرجي حتي كان موعده مع رغبته التي طالما تمناها بلقاء ربه خرج صائماً فجر الخميس يوم 6 نوفمبر 2008 ليداهم واحدة من أخطر بؤر تجارة المخدرات بكفر الجزار بالجعافرة قليوبية حيث عصابة تاجر الهيروين رزق عبدالحميد منصور ودارت معركة شرسة بالبنادق الآلية اخترقت احدي الطلقات صدر محمد الشماشرجي، نقلوه للمستشفي ولكنه كانت روحه قد صعدت لخالقها.
بكي الجميع الشماشرجي، اصطف الجميع ليقدم العزاء الي توأم روحه الملازم أول أحمد سمير الكبير ورغم حزنه الشديد لفراق رفيق العمر والدرب فقد كان سعيداً بداخله لأن الشماشرجي تحققت أمنيته بالشهادة.. يومها قال احمد سمير لزملائه افرحوا له ولا تزعلوا.
5 سنوات مرت لم ينس أحمد سمير رفيق حياته لحظة، أصبح أكثر قرباً الي الله لا يترك فريضة.. لا يفارقه كتاب الله.. كان يحنو علي جنوده وكأنهم أشقاؤه الصغار يخشي عليهم كان يتقدمهم في المأموريات حتي يوفر لهم الحماية.. كان الجميع يبادله الحب والاحترام. كان يؤم صلاة الفجر سواء في معسكره أو المسجد قرب منزله واصبح احمد سمير برتبة نقيب وايضاً والداً لطفلين وكان الطفل الثالث في الطريق.. فرضت الأحداث نفسها علي حياة أحمد سمير وزملائه كان العمل متواصلاً يعود من مهمة ليذهب الي مأمورية أخري.
يشارك في اقتحام كرداسة وتحرير أهلها وشارك ايضاً في تأمين قوات القبض علي خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وعصام العريان.
فجر الخميس أول أمس كان عليه الانطلاق بسرعة فجهاز الامن الوطني رصد بؤرة تكفيرية أفرادها هم المسئولون عن محاولة اغتيال وزير الداخلية وحادث كنيسة الوراق.. وأيضاً اغتيال المقدم الشهيد محمد مبروك.
كانت البؤرة في احدي الشقق بمدينة قها بالقليوبية وبمجرد وصول النقيب أحمد سمير وزملائه بدأت معركة عنيفة كان واضحاً أن أعضاء الخلية المستهدفين مدربون علي العمليات القتالية لحرب العصابات.. رصاصات الغدر اصابت النقيب أحمد سمير اصابته واحدة في صدره ومات قبل وصوله المستشفي ولكن زملاءه أصروا علي مواصلة المهمة وسقط اثنان من الارهابيين محمد فتحي واحمد محمود وكان بحوزتهما لاب توب فضحت محتوياته الكثير من مؤامرة العصابة التكفيرية، فثمة قائمة بأسماء ضباط شرطة علي قائمة جاهزة لاغتيالهم وكذلك خرائط لمواقع كنائس بالقاهرة.
ويسدل الستار عن قصة الشهيدين اللذين لقيا ربهما في نفس الساعة ونفس الشهر وفي نفس المكان تقريباً وبنفس السبب.. رصاصة غدر من أعداء الله والوطن في الصدر.