منتدى بانوراما الحو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بانوراما الحو

منتدى الاغانى وفيديو والاخبار
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المعونة الأمريكية بين مؤيد و رافض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
عضو ذهبى
عضو ذهبى
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 2322
العمر : 53
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 08/12/2007

المعونة الأمريكية بين مؤيد و رافض Empty
مُساهمةموضوع: المعونة الأمريكية بين مؤيد و رافض   المعونة الأمريكية بين مؤيد و رافض I_icon_minitimeالجمعة 02 أغسطس 2013, 4:02 pm

المعونة الأمريكية بين مؤيد و رافض
الفريق حمدي وهيبة‏:‏من يقول إننا لا نحتاج المعونة لا يصارح نفسه بالحقيقة..اللواء محمود خلف‏:‏المعونة مرفوضة إذا تعاملت معها أمريكا كورقة ضغط

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في الآونة الأخيرة ثار جدل واسع بين غالبية القيادات السياسية بين مؤيد ومعارض للمعونة الأمريكية وإمكان الاستغناء عنها لما تمثله من ضغط علي القرار السيادي المصري‏,‏ فهناك من يري أن مساعدات أمريكا لمصر لا قيمة لها‏,‏ وأن المعونة ليست كبيرة‏,‏ وهي تساوي خسارة يوم للبورصة‏,‏ وأن مبلغ المعونة لا يتجاوز‏ 2 %‏ من إجمالي الدخل القومي المصري‏.‏
وبين الرأي المعارض الذي يري أن من يقول إننا لا نحتاج للمعونة فإنه يخون بلده, ولا يصارح نفسه بالحقيقة, وأن من يسعون لجمع توقيعات لرفض المعونة ينقصهم الخبرة, هذا في الوقت الذي رفض فيه الكونجرس الأمريكي الاقتراح بقطع المعونة عن مصر.
تدور مواجهة اليوم بين الفريق حمدي وهيبة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الذي يسأل ما هي قاعدة المعلومات لدي من يرفض المعونة الأمريكية, ويري أن منظومة التسليح بالجيش المصري تعتمد علي الأسلحة الأمريكية منذ 40 عاما.
واللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية, والذي يري أننا نستطيع الاستغناء عن المعونة ولدينا بدائل, وأنه إذا تعاملت واشنطن بالمعونة كورقة ضغط للتدخل في الشأن المصري فهنا لابد أن نرفضها, وبين هذا وذاك تدور مواجهة اليوم


الفريق حمدي وهيبة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق: من يقول إننا لا نحتاج المعونة لا يصارح نفسه بالحقيقة

كيف تري الدعوات التي تطالب برفض المعونة الأمريكية بمصر أخيرا؟
مجتمعنا حجبت عنه المعلومات الضرورية في الفترة الماضية, وحدث ذلك بناء علي جهل أو تعمد, وهذه هي الآفة التي تؤدي إلي خروج تصريحات ودعوات دون الوقوف علي الحقائق في القضايا التي يتناولونها, وما هي قاعدة المعلومات لدي من يطلب أو يرفض المعونة الأمريكية؟ وللأسف ليس لدي أغلبهم معلومة نهائية لكي يتمكن من إصدار رأي سديد بهذا الشأن, ومن يريد أن يعرف, ويطلع علي حقائق تلك المسألة عليه أن يعود لأهل الاختصاص, وهم الذين يحددون أولويات كل مرحلة لإطلاعهم علي كل المعلومات, وليس كما يحدث حاليا بأن تصدر آراء مسبقة في معلومة ما دون الرجوع إلي المتخصصين بما يمثل عشوائية ويبتعد عن الواقع.
لكن ألا يضايقك التهديد من جانب الولايات المتحدة كل فترة بقطع تلك المعونة؟.
أن يضايقنا أو يستفزنا مناقشة بعض اعضاء الكونجرس استمرار المعونة من عدمه يجب ألا يصل بنا إلي حد طلب رفضها, لأن ما يحدث في الكونجرس في أثناء مناقشة الميزانية الأمريكية, وإطلاع الاعضاء علي بنودها, ومنها المعونة الأمريكية بشكل عام لكل الدول, وليس مصر وحدها, فهذا أمر طبيعي, بل هو واجب علي كل عضو بالكونجرس تجاه ممثليه والمعونة تناقش بشكل سنوي في الكونجرس. ولكي يتم التصديق عليها من حق أي عضو عندما يجد دولة تأخذ موقفا مناوئا لأمريكا أن يتساءل عن سبب الاستمرار في منحها معونة من أموال الشعب الأمريكي. وكون تصور أحد الأعضاء بالكونجرس أن مصر في موقف مناوئ للمصالح الأمريكية بالمنطقة, فهذه وجهة نظره هو وحده, ولذا يجب علينا عندما نتحدث عن معونة نحن الذين نأخذها ولانمنحها أن تستند علي قاعدة معلومات صحيحة لنعلم وقتها ما إن كانت المعونة مفيدة لنا أم غير مفيدة.
إننا لو كنا سنمنح معونة للصومال قدرها مليون جنيه فسناقش ذلك لمدة تزيد علي شهر فلماذا نعترض ونرفض لدولة عظمي مثل أمريكا أن تمارس حقها الطبيعي داخل الكونجرس؟. ولست بهذا متعاطفا مع أمريكا, بل أنا مع مصالح بلدي, خاصة نحن في حاجة للمعونة العسكرية لعدة سنوات مقبلة علي الأقل.
لماذا لا نستطيع الاستغناء عن المعونة العسكرية؟
لأن الكثير من أنظمة التسليح الحالية بمصر أمريكية الصنع, سواء كانت في القوات الجوية أو البحرية, وتشكل حجما كبيرا من تسليح القوات المسلحة المصرية.
وهذا التسليح من عرق وجهد الشعب المصري, وأي شخص يأخذ قرار رفض المعونة مع علمه بأن ذلك سيجعل أسلحته ومعداته العسكرية خردة فسيكون خائنا للبلد, لأن الاستعاضة عن تلك الأسلحة بأخري جديدة يحتاج لعشرات المليارات من الدولارات إن حجم المعونة التي تلقيناها منذ عام97 حتي الآن تجاوز الـ50 مليار دولار, فهل ميزانيتنا جاهزة لتعويض ذلك الرقم؟.
أليس للجيش المصري استراتيجية أخري؟.
ليس هناك دولة تتمني أن يكون عليها التزامات, لأن المساعدات قيد عليها, ولذلك السياسة المصرية دائما تميل إلي توافق المصلحة مع أمريكا, وليس هذا معناه خضوع فنحن وقعنا اتفاقية السلام مع اسرائيل, وأمريكا من مصلحتها ان تستمر تلك المعاهدة بين الطرفين ضمانا للاستقرار, ومن هنا تنبع المصلحة المشتركة بين الاطراف دون تعارض.
لكن أمريكا تحاول الضغط علينا بهذه المعونة باستمرار؟
هذا ليس خضوعا فعندما تحاول أمريكا أن تضغط علينا لننفذ شيئا يمثل ضررا بمصالحنا, فالمفترض ان القيادة السياسية ترفض ذلك, وقد حدث ذلك بالفعل في حرب في العراق الأولي والثانية. فلقد شاركت مصر بقوات مصرية في تحرير الكويت أثناء الغزو العراقي, لكن عند الغزو الامريكي للعراق رفض مبارك الرئيس السابق المشاركة بجندي واحد في تلك الحرب وهذا يظهر حجم الاختلاف في السياسة المصرية في الحالتين, حيث تم التصرف وفق المصلحة الوطنية ووضع مصر الإقليمي والعالمي. فنحن نريد أن نحافظ علي المعونة دون التورط بتنفيذ مطالب لتلك الدول يكون من شأنها أن تضر بمصالح مصر الخارجية والداخلية.
لكن يهم كل مصري أن يعلم متي يكون لدينا استرتيجية للتخلص من هذا الوضع؟
الاستراتيجية لن تتبلور الا اذا بدأ بلدنا في التنمية والتقدم ووقتها يمكن أن نقول إننا في خلال عشر سنوات ستصبح الدولة رقم30 في الاقتصاد العالمي.
ماذا تقول للمطالبين برفض المعونة حاليا؟
أقول لهم إن المعونة لها ثلاثة أطراف أولا: أن الآراء السياسية التي تقول نعم أولا يجب أن تكون علي علم بمسألة هل الاقتصاد المصري يمكنه في الوقت الحالي توفير البديل للمعونة من الامكانيات الذاتية, وعلينا أن نعلم طريقة التعامل مع الأطراف الخارجية عند طلب السلاح منهم وتسلمه حتي وان كانت لدينا امكانيات مادية حيث تستلزم تلك الاتفاقيات فترة زمنية معينة بعد ابرام الاتفاق ودفع المال لتسلم السلاح, بالاضافة الي أنه ليس لدينا امكانية تصنيعها داخليا في الوقت الراهن ولذلك تعتمد بصورة كبيرة علي طلبها من الخارج.
لكن ما ردك علي القول بضرورة تنويع مصادر أسلحتنا؟
التنوع يحتاج لتمويل وتوفير أموال له, كما أننا لو تركنا أمريكا وتوجهنا لاي دولة غربية للحصول علي السلاح, فلن يكون ذلك الا بموافقة أمريكية أيضا, لانها تسيطر علي الجانب الغربي كله ولن تجرؤ دولة علي منحنا سلاحا إلا بموافقة أمريكية. ولا يبقي سوي روسيا والصين وتلك الدول لا تبيع أسلحتها الا والثمن علي الطاولة فهل لدينا تمويل يكفي لطلب السلاح من تلك الدول في الوقت الراهن وفي ظل ظروفنا الاقتصادية الحالية؟
لماذا نتعامل مع المعونة علي أنها المنقذ لنا رغم أن أمريكا هي المستقيد الأكبر؟
هم بالفعل مستفيدون من أشياء كثيرة مقابل تلك المعونة, ولكن مصالحنا متوافقة مع مصالحهم فحالة الاستقرار في ظل معاهدة السلام وكذلك عبور امريكا من قناة السويس وفي أجوائنا ومياهنا, كل هذه مصالح تعود علي أمريكا في مقابل المعونة, اضافة الي أن أمريكا تعلم أن مصر دولة محورية بالمنطقة وتنطلق نحو نموذج ديمقراطي سليم وستكون العمود الفقري بالمنطقة ومن مصلحة أمريكا استمرار العلاقات الطيبة مع مصر. ومن يرفض المعونة أو يطالب بذلك عليه أن يعلم المزايا والفوائد التي تعود علي القوات المسلحة, بدلا من القول بقطعها مما يعد حديثا عشوائيا وغير متحضر.
ما رأيك في التصريحات الروسية التي أبدت استعدادها لتسليح الجيش المصري؟
لم أسمع ذلك التصريح وأشك فيه, وفي مصدره من الأساس, وأدعي اني عاصرت حوارا مع أعلي قيادات في روسيا وعرضوا علينا وقتها إعطاءنا ما نحتاجه من أسلحة ولكن شريطة أن تكون أموالنا جاهزة.
لكن ألا يخيفك أن تتعامل مع أمريكا وتجلب منها السلاح وهي تعلن أنها تتعهد ان لا يتفوق أي جيش عربي علي اسرائيل؟
هذا موقف معلن من أمريكا ولا يخجلون من اعلانه ولا يذكر في الغرف المغلقة بل في الاجتماعات الرسمية, فالمعونة لاسرائيل تزيد علي المعونة الممنوحة لمصر وهذا ليس سرا, ومن كان لديه بديل لهذا الموقف فليطرحه.
ما رأيك في أن هناك آراء من خبراء عسكريين بأنه في حالة ممارسة أمريكا أي ضغوط علينا واستخدام المعونة كورقة ضغط بأن نرفضها تماما؟
هذا كلام عشوائي, فواردات الأسلحة قرار سياسي وليست قرارا تجاريا أو عسكريا فعندما تقرر دولة بيع أسلحة يكون ذلك بناء علي قرار سياسي فمن يسمون أنفسهم خبراء عليهم أن يعلموا أن القرار للرجل السياسي علي طاولة التفاوض وهو أن يوازن كل المسائل والقضايا, كالقرار الذي اتخذه مبارك في حرب الخليج الأولي والثاني والتي ذكرناه من قبل.
ما رأيك في حملة التوقيعات التي تجري حاليا لرفض المعونة؟
من يسعون لجمع تلك التوقيعات لديهم نقص في الخبرة والمعلومات, وأيضا يحتاجون للتوعية من قبل الخبراء المتخصصين حتي لا يقعوا فريسة ليستغلهم بعض السياسيين الذي هدفهم هو الإساءة للعلاقات المصرية الأمريكية.
ماذا يمكن ان يحدث في حال قطع أمريكا للمعونة عن مصر.
إذا جاء هذا القرار من الجانب الأمريكي سيكون أمرا خطيرا جدا, وسنكون وصلنا الي حالة من العداء, وسيكون ذلك مثل ما حدث في عهد ايران بعد رحيل شاه ايران وبعد قيام الثورة الإيرانية. ورغم أن ايران دولة غنية فإنه بعد وقف أمريكا منحهم قطع الغيار والأسلحة تحولت تلك الأسلحة إلي خردة لأنها لم تستطع ان تشتري قطع غيار لها من دول أخري. ولم تستطع ايران أن تعوض تلك الأسلحة إلا علي مدار10:15 سنة رغم توفر الموارد لديها ومن حسن حظها انها لم تدخل في صراعات خلال تلك الفترة ونحن لا نتوقع مثل ذلك القرار.
سياستنا لن تتحول الي عداء بين يوم وليلة مع أمريكا, وأمريكا لن تأخذ مثل ذلك القرار إلا في ضوء تطور سلبي جدا.
ألا تري أن التمسك بالمعونة يظهرنا بالضعف الذي لا يليق مع مصر؟
هذا ليس ضعفا فالجيش المصري عظيم وهو في مصاف الجيوش بالدول الكبري, التي ليس لديها عدد الطائرات التي لدينا أو المدفعية أو الدبابات. فنحن لسنا ضعافا ولكننا نري أن من يقول اننا لا نحتاج المعونة فإنه يخون بلده ولا يصارح نفسه بالحقيقة.


اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: المعونة مرفوضة إذا تعاملت معها أمريكا كورقة ضغط

ما رأيك في الدعوات الأمريكية المطالبة بوقف المعونة لمصر أخيرا؟
لابد من الأخذ في الاعتبار بعناصر وتركيبة تلك المعونة أولا وهو الأمر الذي يستوجب أن نوجه رسالة للولايات المتحدة الأمريكية, بحيث تحمل نقاطا محددة لإيضاح الأمور, ووضعها في نصابها الصحيح.
ما مضمون تلك الرسالة التي تقصدها؟
لابد أن تبدأ تلك الرسالة, بأن نركز علي إبراز أن المعونة الأمريكية لمصر, والدعم العسكري هو من بين حزمة وعناصر اتفاقية السلام, وأن أي إخلال بالدعم والمعونة يعد إخلالا بعناصر تلك الاتفاقية ذاتها من طرف واحد, وهي الولايات المتحدة الأمريكية.. ويجب أن تعلم الولايات المتحدة الأمريكية أن ذلك الخلل في المعونة, سيدفع بالشعب المصري للخروج من اتفاقية السلام كليا, وليس من الملحق الأمني بالاتفاقية فقط, لأن ذلك يعد إخلالا جسيما بالاتفاقية من جانب الولايات المتحدة. أما العنصر الثاني ـ وهو الأهم ـ والذي يجب أن نوضحه لأمريكا, بأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المعونة في الشأن السياسي المصري, فهذا أمر مرفوض تماما في العلاقات الدولية بكل المقاييس, فإذا ما كانت واشنطن تعتقد وتتصور أنها تمسك بورقة المعونة كورقة ضغط للتدخل في الشأن المصري, ففي هذه الحالة فالمعونة مرفوضة من الجانب المصري رفضا تاما, وهذا هو الشرط الأصلي للرفض من الجانب المصري.. ولأننا بطبيعة الحال نرفض التدخل في الشأن المصري سواء كان هذا التدخل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول, وبالتالي عندما تفكر واشنطن بهذه الطريقة, فلنا حق الرفض في تلك الحالة. كما يجب أن نرسل بعنصر ثالث للولايات المتحدة بأن عليها أن تفهم جيدا أن لديها مصالح من هذه المعونة, وهي ليست سرية, ومن تلك المصالح التسهيلات العسكرية للجيش الأمريكي, والمناورات, والتدريبات العسكرية المشتركة بين مصر وأمريكا, بالإضافة إلي حق المرور في الأجواء والمياه المصرية, رغم أنها تدفع رسوم المرور بقناة السويس, ولكن يتم ذلك بناء علي تسهيلات تمنح لواشنطن في المرور بالقناة. فمحاولة أي تقصير في المعونة سيعرض كل المصالح الأمريكية والتسهيلات التي تحوز عليها للإلغاء تماما.
ألا تري أن لهجة التهديد بقطع المعونة من الجانب الأمريكي تنبئ بأنه لا تعنيهم تلك المصالح التي تحدثت عنها؟
لا أري ذلك بالمرة.. بل إنني أعتقد ـ وبصفة شخصية ـ ومن واقع إلمامي بالشأن والتصريحات الأمريكية, أن أمريكا غير قادرة بأي حال من الأحوال علي إلغاء المعونة, ولكنها تحاول أن تستخدمها للتهديد فقط.
ما مصدر ثقتك بأن الولايات المتحدة لا تقوي علي إلغاء المعونة؟
لأن قطع المعونة به تهديد لمصالحها, كما أن القوات المسلحة المصرية تملك إمكان تطوير الأسلحة, ولديها تكنولوجيا التسلح, كما أنه ليس لدينا أدني مشكلة في الاعتماد علي نظم أسلحة متطورة من مصادر الأسلحة العالمية والمتاحة لمصر, ومنها روسيا أو الصين, فضلا عن أن تعريض اتفاقية السلام للخطر, أمر لا تتقبله الاستراتيجية الأمريكية إطلاقا.. وبالتالي أنصح الولايات المتحدة الأمريكية بألا تتحدث عن هذه المعونة بالمرة, لأن الاستمرار في استخدام التهديد بقطعها في كل خطوة تخطوها مصر, أمر غير مقبول, وفي حالة الإصرار علي نفس المنهج الأمريكي بمحاولة الضغط بورقة المعونة للتدخل في الشأن المصري, رغم توضيح العناصر التي تحويها تلك المعونة, ولكن في ذلك الوقت نعلن رفضنا للمعونة, لأن قطعها لن يسبب مشكلة لمصر بأي حال من الأحوال, بل إن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط هي التي سوف تتعرض لخسائر جسيمة, فمصر دولة كبري بالمنطقة, وجيشها مصنف رقم41 في العالم, وأمريكا نفسها استفادت من الخبرة القتالية للجيش المصري لحد كبير, فنحن شاركنا في تدريبات عسكرية لديهم, واشتركنا في تطوير الأسلحة بأمريكا, ولذا أذكر الولايات المتحدة الأمريكية أن مصر اقتحمت وعبرت خط بارليف, وانتصرت عام3791 بدون السلاح الأمريكي.
هل لدينا استراتيجية للتحرر من التبعية الأمريكية.. أم أن الاعتماد الرئيسي للجيش عل تلك المعونة؟
بالتأكيد, لدينا استراتيجية منذ عقود طويلة, فالقوات المسلحة لم تكن تعتمد أبدا علي أن أمريكا هي المصدر الرئيسي للتسلح, لأنها تعلم جيدا أن هذه المعونة لن تدوم للأبد, ولذا فالجيش المصري لا يعتمد في تسلحه علي أمريكا وحدها, لأن ذلك معناه تسليم إرادة الجيش المصري للولايات المتحدة الأمريكية, وهم يعلمون ذلك في أمريكا, فالبنتاجون ذاته ولجنة القوات المسلحة بالكونجرس, وهما المؤسستان المتخصصتان في ذلك الشأن بأمريكا, واللذان يعلمان الحقائق في تلك المسألة, ولا يوافقان علي الحديث عن قطع المعونة عن مصر, بل وأعطيا نصائح للبيت الأبيض منذ اليوم الأول لثورة03 يونيو.
ولكن ما تفسيرك علي إصرار الإدارة الأمريكية علي التمسك بلغة التهديد والتدخل في الشأن المصري, الأمر الذي يستفز المصريين؟
أوباما والإدارة الأمريكية واقعون تحت ضغط سافر وهو حلم حل المشكلة الفلسطينية خصما من حساب الأراضي المصرية, وتلك هي الحقائق.
ماذا تعني بحل القضية الفلسطينية خصما من الأراضي المصرية؟
الحل الأمريكي الإسرائيلي للقضية الفلسطينية من وجهة نظرهم وتفكيرهم منذ فترات طويلة, هو أن تنضم الضفة الغربية للأردن, وغزة إلي مصر.
وهناك طرفان يجب الاتفاق معهما لتفعيل ذلك الأمر, وتم بالفعل منذ زمن الاتفاق مع الملك الحسن بالأردن لضم الضفة الغربية للأردن, وجاءت الفرصة للأمريكان والإسرائيليين لاستكمال المخطط, حيث وافق مرسي وجماعته علي ضم غزة بالفعل لمصر, وأعطي تعهدات بتنفيذ ذلك, والتهديدات التي تصدر أخيرا ما هي إلا عبارة عن تباكي من السياسيين والإدارة الأمريكية علي ذلك الاتفاق الذي تم إبرامه مع الرئيس المعزول وجماعته, ولن يتحقق بسبب ثورة03 يونيو.
ولكن لا تستوعب الإدارة الأمريكية أنها تحاول التصدي لإرادة شعب؟
هي هي رؤيتهم ووجهة نظرهم, وهم أحرار بها, ولا نتعجب منها, ولكن ما يحدث الآن هو التباكي علي نظام الإخوان المسلمين, الذي تعهد لهم بضم غزة إلي مصر بأي شكل من الأشكال, في إطار تبادل الأراضي مع إسرائيل, أو أن تكون غزة داخل سيناء ويصيرون مواطنين مصريين, بحيث يريدون أن تكون غزة تحت الإدارة المصرية, كما كان قبل عام7691, ولكن باتفاقية السلام رفض الرئيس محمد أنور السادات ضمها للأراضي المصرية, باعتبارها من الأراضي الفلسطينية, وأن عملية ضم غزة للأراضي المصرية من شأنه أن تنهي القضية الفلسطينية. ولكن الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة كانت تري أن نظام الإخوان هو الحل السحري الوحيد لإنهاء القضية الفلسطينية, وما يؤكد هذا أن نظام الإخوان المسلمين طيلة العام الذي تولوا فيه إدارة البلاد, أعطي ضمانة بألا يخرج صاروخ من غزة تجاه إسرائيل, بالإضافة إلي الطريقة الواضحة التي تعاملوا بها مع حماس من منح للجنسيات المصرية لهم, وفتح المعابر, والأنفاق, والزيارات المتبادلة, وحديث قيادات الإخوان عن عمل مناطق حرة بين مصر وغزة, وعدم وجود حدود فاصلة بين الجبهتين, ولهذا كله حكم نظام الإخوان كان الحل السحري لأمريكا, إلي أن فاجأتهم ثورة03 يونيو, والتي حررت الإرادة المصرية, وهذا هو الشبح المخيف للولايات المتحدة الأمريكية, لأن منهم من ينظرون لمصر حاليا بقلق, أو أنها ستعود مرة أخري لما كان عليه التعامل في عهد الرئس الراحل جمال عبدالناصر, وذلك من خلال المناظرات التي تجريها الصحف الأمريكية بين الفريق عبدالفتاح السيسي, والرئيس جمال عبدالناصر, خاصة أن دعوة الفريق السيسي للشعب لم تستغرق سوي ثلاث دقائق وأربعين ثانية في خطابه, فاستطاع أن يجمع أكثر من ثلاثين مليون مواطن مصري, وهذا هو منبع قلقهم, وهم يبحثون مع الجانب الآخر, كيفية التعامل مع ذلك الشبح.
وعلي الجانب الآخر من الإخوان المسلمين لنا أن نري حجم المراهنة بالنسبة لهم علي الأمريكان, وهو الأمر واضح وجلي.
لكن ما تفسيرك لتغاضي بعض وسائل الإعلام والصحف الغربية عن الإرادة الشعبية, والتباكي علي الإخوان ومطالبتها بعودتهم؟
الصحف التي تقصدها وبعض وسائل الإعلام الغربية هي قائمة علي التمويل القطري لها, وهي التي تسوق فكرة الانقلاب العسكري بتمويل قطري فاضح, فلدينا تقارير من مصريين بذلك التمويل, فالمال القطري يلعب دورا بالغ السوء في وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية.
وإذا كانت قطر وأمريكا تتصوران أنه من الممكن أن تمارسا ضغوطا علي الشعب المصري وقواته المسلحة المصرية, فهما واهمان, وإذا كانا استطاعا التأثير علي صانع القرار في بداية الأمر, لكن الوضع تغير الآن, والواقع المصري أصبح غير قابل للتغيير بعد الآن.
هناك تساؤل يفرض نفسه: إذا كانت المعونة الأمريكية تعتبر مصالح مشتركة, وبناء علي اتفاقية السلام.. فلماذا استخدمتها أمريكا في مواقف كثيرة كورقة ضغط, وتعتبرها الباب الدائم للتدخل في الشئون المصرية؟
صناعة القرار بأمريكا صناعة معقدة, فهناك حلقة البيت الأبيض, والكونجرس, والبنتاجون, والسي.أي.إيه, وهي أركان تتقاطع وتتشابك في اتخاذ القرار, ولا تأخذ أي جبهة منها قرارا منفردا, هذا بالإضافة إلي ضغوط المنظمات اليهودية علي صانعي القرار. ولذا فكل الجهات الأمريكية ماعدا البنتاجون كانت تحاول جاهدة أن توجه ما حدث في مصر علي أنه انقلاب عسكري, فصراع الدوائر قائم, برغم أن الحقائق واضحة لها في الوقت الراهن.
هل تلك التهديدات والتصريحات المضادة للإرادة المصرية هي مجرد حرب إعلامية لهم لكي يهزوا الثقة المصرية؟
بالتأكيد, يجب أن تعرف الآتي, الطرف الآخر, وهم الإخوان المسلمون وأمريكا, كان لديها حلم كبير, كاد أو أوشك أن يتحقق, سواء كانت رؤية الإخوان في السيطرة علي مصر كلها, أو رؤية أمريكا بإنشاء الشرق الأوسط الإسلامي, واعتبارها أن نظام الإخوان هو الأداة والكارت الذي يحقق لها هذا الحلم, فوجود الإخوان سيؤدي إلي التلاعب بالأنظمة والدول العربية شرقا وغربا سواء في السعودية أو الإمارات أو الكويت أو تونس أو ليبيا, مما سيؤدي إلي تجزئة الشرق الأوسط بطريقة التدمير الذاتي, والتي لن تعرض أمريكا للخطر والفشل الذي واجهته في العراق, ولهذا كان الإخوان هم الكارت الرئيسي الذي يلعب به الأمريكان سواء كان ذلك في سوريا أو في منطقة الشرق الأوسط, وفي الأساس استهداف مصر, خاصة أن عقائد الإخوان لا تؤمن بنظام الدولة, ولا تؤمن بالقوات المسلحة أو القضاء أو الشرطة أو الإعلام, فكل المؤسسات التي تقوم بها الدولة الحديثة لا تؤمن بها جماعة الإخوان المسلمين, ولذا رأينا في مراحل حكم جماعة الإخوان طيلة العام حرصها علي تفكيك كل تلك المؤسسات, وتقويض أجهزة الدولة الحديثة, وهذا كله انهار حاليا من وجهة نظر الإخوان, وبطبيعة الحال لا يريدون تصديق أن ذلك الحلم تلاشي نهائيا بسرعة رهيبة, برغم أن هذا الحلم لم يكن مكتوبا له النجاح بأي شكل من الأشكال. وفي الإطار نفسه الرؤية الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية التي بنت علي أساسها مشروعها للشرق الأوسط, وانهارت تماما, فبالتالي تحاول أمريكا البحث عن أي كارت ليعيد لها تلك الرؤية, وذلك يفسر دعوة القائد العام للقوات المسلحة للمصريين للخروج في62 يوليو, ليؤكد الرؤية المصرية لكل الكرة الأرضية, وقرار الشعب المصري بتحررهم من فكرة الإخوان تماما, وفي الوقت نفسه إعلان الشعب المصري الرفض التام للسياسة الأمريكية, ولتذهب ومعوناتها للجحيم, فخروج المصريين بهذه الحشود في62 يوليو يحمل الرد علي الجميع, ويجبر الألسنة الخارجية علي أن تخرس, وعلي رأس تلك الدول تركيا فالإرادة المصرية هي صانعة القرار وحدها دون تدخل من أي جهة.
وما رأيك في الدعوات التي تطالب في مصر مؤخرا برفض المعونة الأمريكية بأي حال من الأحوال؟
كلمة الرفض في حد ذاتها لا يجب أن تطلق بطريقة مرسلة, ولكن لها كيفية في التعبير عنها, لا القول بنعم أو لا للمعونة.
ما رأيك في حملة توقيعات لرفض المعونة الأمريكية؟
أشجع كل حركة شعبية تعكس الإرادة الشعبية, لكن الحديث عن المعونة الأمريكية له شأن آخر, فرفضنا للمعونة الأمريكية في حالة إذا اقترنت بشرط التدخل في الشأن المصري, أما غير ذلك فنحن لا نرفضها, لأنها تحقق المصلحة المصرية, كما أننا لا نرفض الأمور علي عوامها, لأننا لا نستطيع أن نعيش بمفردنا, أو نستغني عن دول العالم سواء كانت أمريكا أو غيرها, فالسياسة الخارجية ليس بها أبيض أو أسود, كما أننا علي ثقة كبيرة ان أمريكا لن تقدر علي منع المعونة الأمريكية, ولكن في حالة محاولة اتخاذها كوسيلة ضغط علينا والتدخل في شئونا لا نقبلها, ونتمكن من الاستغناء عنها ولدينا بدائل لها.
ما هي تلك البدائل التي تقصدها وتعوضنا عن المعونة الأمريكية؟
لدينا بدائل مطروحة للأمن القومي المصري, ولا نريد أن نكشف عنها, ولكن من المؤكد أن الجيش والشعب والدولة المصرية لديهم اختيارات وبدائل كثيرة, ومن الممكن أن يستنتجها الأمريكان من تلقاء أنفسهم.
إذا استطاع المصريون الاستغناء عن المعونة الاقتصادية.. فهل يمكنهم ذلك مع المعونة العسكرية؟
في البداية لابد أن يكون واضحا أنه لا توجد سوي المعونة العسكرية, والتي تأتي عبارة عن طائرات أو معدات عسكرية, ولدينا بدائل لهذه الأسلحة, كما ذكرنا من قبل, فالمعونة ليست معونة بالمطلق, ولكنها تبادل مصالح, والأمريكان مستفيدون منها, فهم يضخون أموالا لمصانع التسليح لديهم, فليس هناك دولة بالعالم تدفع دولارا كمعونة لدولة أخري دون أن تكون مستفيدة منها بشكل أو بآخر. فأمريكا تشغل مصانعها, ولديها تعهدات مع تلك المصانع, ولو تم وقف المعونة, ستكون هناك خسائر وبطالة لديها, وهذا أمر يخصها وحدها, ولكن ما يعنينا أن نفتح أبعاد الموضوع كله, ولنا أن نوضح للعالم كله أن الإرادة المصرية هي صانعة القرار, واننا لا نتدخل في شئون أي دولة, ونرحب بالمساعدات الدولية, وهي لغة العالم, بشرط ألا يكون هناك تدخل في الشئون المصرية بمبدأ تبادل المنافع, وهو الأمر المتعارف عليه دوليا في إطار عدم المساس بالإرادة والسيادة المصرية, وهما غير مطروحين علي طاولة التفاوض.
لماذا لا نقتدي بالدول التي رفضت المعونات مثل كوريا واليابان وماليزيا, ونعتمد علي أنفسنا حتي نضمن عدم التدخل في شئوننا بأي صورة من الصور؟
كل إجراء له وقت يتخذ فيه, وعلينا ألا نقفز في خطواتنا وإجراءاتنا, فهذه من الاختيارات التي نتحدث عنها, ولكن البدائل ستتخذ في الوقت المناسب لها, ويجب ألا نتحدث عنها حاليا.
هل ظروف مصر الاقتصادية تحتمل قطع المعونة في الوقت الراهن؟
المعونة قادمة للجيش, ولن يتأثر من قطعها بأي صورة, والجيش يتوقع قطعها في أي وقت, ولدينا ما يغنينا كقوات مسلحة, ولا أحد يقلق من هذا الأمر, ويجب ألا أقر أنها بالبدائل, ولكن ما يهمنا هو عدم التدخل في الشأن المصري, ونحافظ علي الإرادة المصرية, وإذا ما تحقق ذلك في ظل الحفاظ علي تلك المعونة, فما الداعي من رفضها, خصوصا أن هناك جهات أمريكية تتبني فكرة الدعم لمصر, كلجنة الدفاع والأمن القومي الأمريكي, والتي ستزور مصر بعد عيد الفطر مباشرة, وتلك اللجنة تناهض أسلوب أوباما وسياسته في تلك المسألة.
ما رؤيتك للمستقبل؟
متفائل جدا بالمستقبل, ولكن يجب أن ننظر للأفق, وننتهي من التزامات بناء الدولة, ونتوقف عن الحديث عن الإخوان والموقف الأمريكي, ونهتم ببناء مصر, بحيث يعمل كل مواطن ما عليه من واجبات تجاه هذا البلد, فنحن دولة كبري, ولن يعطلنا وجود معتصمين في بعض ميادين مصر, فلابد أن تدور عجلة الدولة, ونترك مهمة التعامل مع تلك الاعتصامات والإخوان المسلمين للشرطة والدولة, فيجب أن ننظر إلي الأمام, ولا نشغل أنفسنا بالخلف, لأن هذه هي أهم الأخطاء التي وقعنا بها بعد ثورة52 يناير, حيث ركز الجميع علي الحديث عن مبارك ونظامه البائد, وانشغلوا جميعا, وتركوا الفرصة للإخوان ليركبوا البلاد ويفعلوا بها ما فعلوا, ولكن آن الأوان بعد خروج الإخوان نهائيا من حكم البلاد, ولن يعودوا مرة أخري, أن نعطيهم ظهورنا, ونترك أمرهم للشرطة والقضاء يتصرف معهم, ونسير في طريقنا الصحيح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dwdy.ahlamontada.com
 
المعونة الأمريكية بين مؤيد و رافض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بانوراما الحو  :: اخر الاخبار-
انتقل الى: