الإخوان والإنقاذ في مهب الريح
4 حركات "تتمرد" وتعلن العصيان وتسحب الثقة من المرشد
تعيش اكبر حركتي معارضة عرفتهما مصر عبر عقود طويلة وهما جماعة الإخوان المسلمين التي اسسها الشهيد حسن البنا عام 1928 وجبهة الإنقاذ الوطني التي ولدت من رحم الاعلان الدستوري للرئيس المعزول محمد مرسي في 19 نوفمبر الماضي أصعب مرحلة تهدد باخراجهما من المشهد السياسي في أعقاب ثورة الشعب في 30 يونيو التي اطاحت بحكم الإخوان بعد عام واحد من السلطة وكانت الانقاذ أحد أجنحة هذه الثورة والداعم لها إلا أنهما يتعرضان لانفجارات داخلية هزت اركانها وكادت تطيح بهما فأصبحا في مهب الريح؟!!
تواجه الجماعة أقوي حركات العصيان علي اسلوب ونهج صقور الاخوان وشيوخهم ووقوفهم ضد إرادة الشعب المصري بالسلاح والدم واثارة الفوضي وشلل الشوارع واستهداف الجيش بعد عزل مرسي.
أطلقت مجموعة من الشباب اولي دعوات رفض تصرفات المرشد ورموز الجماعة تحت اسم "احرار الإخوان" واصدرت بياناً اتهمت فيه قيادات الجماعة بالزج بشباب الإخوان يما يخالف تعاليم الدين الإسلامي ومصلحة الوطن بما يمثل خروجاً عن مبادئ مؤسسها الإمام البنا وطالبت الحركة من القيادات تحكيم ضمائرهم وعقولهم والالتزام بالسلمية لحقن الدماء واستشهدت الحركة بالمقولة الشهيرة للامام البنا عندما استخدم الإخوان العنف "هؤلاء ليسوا أخوان وليسوا مسلمين".
اخوان بلا عنف
وظهرت الحركة الثانية باسم "اخوان بلا عنف" التي اعلنت عن رفضها لخطاب مرسي الأخير ورفضه تقديم أي حلول للخروج من الأزمة سواء بالدعوة للاستفتاء أو انتخابات رئاسية مبكرة مما زاد من تفاقم الأزمة بتحريض من المرشد وكبار مساعديه.
ولحقت بهما جبهة ثالثة باسم "التوحد" تمسكت باقصاء كافة الرموز التي تدير مكتب الارشاد بوصفها المسئولة عما آل إليه وضع الجماعة في الشارع والتراجع الشديد في شعبيتها.
ولم يكن الموقف داخل جبهة الإنقاذ أحسن حالاً من الإخوان بعد أن خرجت أصوات قيادية تطلب بحلها وتجميد نشاطها بعد نجاح ثورة 30 يونيو والاطاحة بالإخوران وقاد هذا الاتجاه حزب الوفد مبرراً ذلك بانها ادت دورها في تكوين معارضة قوية في مواجهة الجماعة وذلك حفاظاً علي دورها التاريخي في المرحلة السابقة.
نصيب الأسد
حصلت جبهة الإنقاذ علي نصيب الأسد في حكومة الدكتور حازم الببلاوي وحظي رموزها بحقائب وزارية فضلا عن منصب نائب رئيس الجمهورية الذي فاز به الدكتور محمد البرادعي منسق الجبهة حيث تم اختيار منير فخري عبدالنور أمين الجبهة وزيراً للصناعة والتجارة وأحمد البرعي والمتحدث الرسمي وزيراً للتضامن وكمال أبوعيطة وزيراً للقوي العاملة.
وبذلك أصبح موقف الجبهة متأرجحاً بعد تفرغ قادتها للعمل التنفيذي علي حساب العمل الحزبي.
اخطاء تاريخية
شريف حمودة نائب رئيس حزب المحافظين يري أن الإخوان سقطوا لأنهم لعبوا علي أوتار اقصاء "الغير" ونظرية المؤامرة وانكار الحقائق مما افقدها الشعبية وعشوائية القرارات التي اخرجتهم من المشهد السياسي واضاعوا ما تبقي بالدعوة للعنف واراقة الدماء واستهداف المؤسسة العسكرية الوطنية وبذلك كتبت شهادة وفاتها بأيديها لتعود جماعة محظورة مرة أخري.
اثارة الفتن
د. كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم الدولي للإخوان طالب قادة الجماعة في مصر بانهاء الاعتصامات وتهدئة الاوضاع والابتعاد عن الفوضي واثارة الفتن واعادة ترتيب اوراقهم وبحث اسباب سقوطهم وفشلهم في ادارة الدولة بدلاً من توجيه الاتهامات علي الآخرين والاساءة للرموز الوطنية والدينية.
وأكد الهلباوي ان الإخوان علي مدار تاريخهم تعرضواالانتكاسات وخرجوا منها اقوياء إلا أن مظاهرات 30 يونيو تمثل نقطة فاصلة باعتبارها جاءت من الشعب وليس من السلطة الحاكمة في زمن قياسي ومما افقدهم توازنهم واصابتهم بصدمة كانت وراء عدم اعترافهم بما حدث.
وكشف عن دور التنظيم الدولي في الضغط علي الجماعة في مواصلة الاعتصامات والاحتكاكات بالجيش والشرطة في محاولة لتغيير قواعد اللعبة السياسية علي الأرض.
اخوان بلا عنف.. يتحدثون
سألنا أحمد يحيي مؤسس "اخوان بلا عنف" عن اسباب هذه الحركة فأكد انها ليست انشقاقاً او انفصالاً عن الجماعة وإنما تصحيح لأوضاع خاطئة اساءت للدين الحنيف لذلك فان الهدف الرئيسي هو عزل الدكتور محمد بديع واعضاء مكتب الارشاد الذين تجاهلوا رغبات ومطالب شباب الجماعة مؤكدا أن استمرار بديع يهدد بغياب الإخوان من المسرح السياسي للأبد بسبب العنف والتحريض علي المنشآت العسكرية وتعطيل المرور.
احرار الاخوان
وقدم سيد كمال من حركة "احرار الاخوان" مبادرة لوقف اعمال العنف وحقن دماء المصريين والدعوة لانتخابات رئاسية قبل البرلمانية وتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الاحداث الأخيرة واعادة فتح القنوات الدينية وتعهد القائمون عليها بعدم التحريض ونبذ العنف وتغيير خطابها الديني مع الحفاظ علي بقاء الجماعة والحزب في الانشطة السياسية والدعوية.
خارطة المستقبل
محمود بدر المنسق العام لحركة تمرد اكد رفضه اقصاء أي فصيل سياسي عن المشهد السياسي في ظل خارطة المستقبل وبصفة خاصة جماعة الإخوان وحزبهم باعتبارهم جزءاً أصيلاً من الشعب المصري لأن الوطن يحتاج لجهد كل مواطن في المرحلة القادمة.
ودعا بدر قادة الاخوان للاحتكام لصوت العقل واثبات وطنيتهم بالانحياز لمطالب الشعب ووقف التحريض علي استخدام العنف ضد المنشآت والأفراد وحرمة الدم المصري مؤكدا أن المصلحة الوطنية تستوعب كل القوي والتيارات السياسية والدينية لبناء مصر الجديدة علي اسس ديمقراطية حقيقية دون استخدام للدين في المعادلة السياسية والقفز علي السلطة.
الاخوان اقوياء..!!
واجهنا أحمد أبو بركة المستشار القانوني للاخوان المسلمين بهذه الحركات فأكد ان الجماعة قائمة ولن تنتهي بمثل هذه الحركات التي لم تظهر سوي علي صفحات الفيس بوك وليس لها مكان في تجمعات الاخوان
اجتماعات الإنقاذ مستمرة
من جهته اكد د. وحيد عبدالمجيد المتحدث الرسمي لجبهة الإنقاذ ان اجتماعات الجبهة مستمرة ولن تتوقف وما يثار مجرد رؤي للبعض وليس قراراً نهائياً مشيراً إلي أن هناك استعدادات لخوض انتخابات مجلس النواب المرتقبة بقائمة واحدة وبرنامج انتخابي موحد ونستهدف حصر اكبر عدد من المقاعد لذلك فنحن مستمرون ومن يرغب في الرحيل فهذا قراره.