قبل ساعات من الحكم في قضية "مبارك والعادلي"
محامي مبارك فضل الابتعاد عن الإعلام.. وأغلق هاتفه استعداداً "للجلسة"
قام أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية "مبارك والعادلي" بزيارة المتهمين في محابسهم.. قبل جلسة النطق بالحكم في القضية والذي من المنتظر أن تصدره محكمة الجنايات بعد غد السبت.
أشارت مصادر إلي أن أعضاء هيئة الدفاع خلال زياراتهم للمتهمين ناقشوا معهم "الأحكام" التي من المتوقع صدورها والاجراءات القانونية المتبعة في حالة صدور أحكام بالادانة.. حيث من حق المتهم الطعن علي أي حكم يصدر ضده بالادانة خلال ستين يوماً أمام محكمة النقض وفي حالة قبول الطعن تتم إعادة المحاكمة من جديد.
كشف الدكتور عصام البطاوي محامي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي أن زار العادلي منذ أسبوع في محبسه.. وقال البطاوي إنه تحدث مع العادلي وأكد له انه راض بقدر الله سبحانه وتعالي.. وأنه أقسم انه لم يحرض علي قتل أحد من المتظاهرين ولم يساعد أحداً ولم يشارك أحد في هذه الجرائم.
وأضاف البطاوي ل "الجمهورية الاسبوعي": انه "الآن" يقوم بأداء العمرة في الأراضي المقدسة وتصادف أن يكون اتصال الجمهورية الاسبوعي به وهو داخل المسجد النبوي الشريف.. قائلاً: انني دعوت الله إن كان العادلي بريئاً فليبرئه الله قبل قاضيه.. وإن كان "مداناً" فليحكم عليه الله سبحانه وتعالي قبل قاضيه.
محامي مبارك ونجليه علاء وجمال اثر أن يبتعد عن الصحافة والاعلام في تلك الساعات وأغلق هاتفه.. استعداداً لموعد الجلسة والعكوف علي دراسة كافة السيناريوهات المتوقعة والاجراءات القانونية التي يجب اتخاذها.
من جانب آخر أكد عضو هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني ان جميع أعضاء هيئة الدفاع سيتوجهون إلي مقر المحكمة بعد غد السبت لحضور جلسة النطق بالحكم.. وقال محسن بهنسي أحد اعضاء الهيئة ان المحكمة افسحت مدة كبيرة لدراسة القضية وقراءتها ودراسة ما أبداه دفاع المتهمين والنيابة العامة وكذلك
ما أبداه دفاع المدعين بالحق المدني.
أشار إلي أن آخر جلسة عقدتها المحكمة كان في 22 فبراير الماضي استمعت فيها إلي تعقيب الدفاع عن المتهمين وفيها حددت جلسة الثاني من يونيه للنطق بالحكم.. وانه علي مدي أكثر من ثلاثة شهور قامت المحكمة بدراسة ملف القضية بالكامل استعدادا للنطق بالحكم.
أوضح بهنسي إلي أنه خلال تلك الفترة منذ الثاني والعشرين من فبراير وحتي الآن شهدت مصر أحداثاً جذبت اليها وسائل الإعلام.. والتفت الناس عن قضة مبارك والعادلي وهذا أتاح للمحكمة دراسة القضية دراسة متأنية.
وعلي الصعيد الأمني كثفت أجهزة الأمن- الجيش والشرطة- من استعدادها لتأمين مقر أكاديمية الشرطة حيث تجري المحاكمة بها في ذلك تشديد الاجراءات خارج سور الأكاديمية والعمل علي الفصل الحين بين أسر وأهالي الضحايا والثوار من جانب وبين انصار مبارك الذين أعلنوا من قبل أنهم سيتوجهون إلي مقر الاكاديمية من جانب آخر.
أكد مصدر قانوني أن الحكم الذي ستصدره محكمة الجنايات السبت.. لن يكون نهاية القضية.. حيث أنه أياً كان الحكم سواء بالادانة أو البراءة فانه سيكون من حق النيابة أو الدفاع الطعن عليه أمام محكمة النقض خلال المدة التي حددها القانون وهي ستين يوما من تاريخ صدور الحكم.
أضاف المصدر أنه في حالة رفض الطعن علي هذا الحكم من قبل محكمة النقض.. فانه بذلك يكون حكم الجنايات "باتاً" واجب النفاذ ولا يقبل أي طعن عليه بعد ذلك.. أما اذا قبلت محكمة النقض الطعن فانهما بذلك ستحيل القضية إلي دائرة جديدة بمحكمة الجنايات لنظرها من جديد وكأن حكم الجنايات المطعون عليه كأنه لم يكن.
الاتهامات التي يواجهها مبارك في هذه القضية تتمثل في "قتل المتظاهرين".. و"تصدير الغاز إلي إسرائيل".. والاتهام الخاص بتسهيل حصول رجل الأعمال حسين سالم علي أراضي في سيناء.
أما الاتهامات الموجهة إلي حبيب العادلي ومساعديه فتتعلق بقتل المتظاهرين والاهمال.. والاتهامات التي وجهتها النيابة إلي كل من علاء وجمال مبارك تتعلق بما ذكرته النيابة حول فيلات شرم الشيخ.
حسين سالم هو المتهم الوحيد "الهارب" في القضية والذي سيصدر الحكم الخاص به "غيابياَ" حيث انه موجود حالياً في اسبانيا وتنتظر مصر قرار السلطات في مدريد لتسليمه إلي القاهرة.. ويواجه حسين سالم اتهامين- أحدهما يتعلق بتصدير الغاز إلي اسرائيل والثاني بالحصول علي أراضي بسيناء.
في حالة صدور حكم في جلسة السبت لن يتم ازالة القفص الذي أقيم خصيصا لهذه القضية.. حيث سيستمر هذا القفص في القاعة لاستكمال محاكمة المتهمين في "مذبحة بورسعيد".