مجدد الموسيقى وباعث نهضتها بالوطن العربي
"جوجل" يحتفل بذكرى المصري سيد درويش "فنان الشعب"
سيد درويش توفي وعمره 31 عاما
احتفل محرك البحث "جوجل" بذكرى ميلاد الموسيقار المصري الكبير الشيخ سيد درويش الملقب بـ"فنان الشعب"، وهو من مواليد 17 مارس/آذار 1892.
واستخدم "جوجل" صورة لدرويش كبديل لحرف "g" اللاتيني الذي يأتي رابعًا في ترتيب الحروف الإنجليزية المكونة لاسم محرك البحث "Google"، بينما اتخذ حرف "L" شكل العلم المصري مدونا عليه النشيد الوطني "بلادي لك حبي وفؤادي" وامتد ليشمل شعار "جوجل" بأكمله.
ويعتبر سيد درويش مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، وقد بدأ حياته منشدًا لألحان الشيخ سلامة حجازي، والشيخ حسن الأزهري في المقاهي، بعد أن ترك دراسته بالمعهد الديني في الإسكندرية، والذي التحق به عام 1905، لكنه لم يفلح في العمل بالفن، واستسلم لضغوط الحياة وانتقل ليعمل بناءً لدى أحد المقاولين.
وقاده القدر إلى أن يسمعه المقاول ويعجب بغنائه فيطلب منه ترك العمل والغناء للعمال مع الاحتفاظ بكامل أجره، وبينما كان سيد يقوم بالغناء في إحدى المرات تصادف وجود الأخوين سليم وأمين عطا الله بجوار مكان عمله بأحد المقاهي. بحسب صحيفة الأهرام المصرية 17 مارس/آذار.
وقد جذبهم صوته وتطور الأمر سريعًا حيث قام الأخوان بالاتفاق معه على السفر إلى سوريا مع فرقتهم من أجل إحياء حفلات هناك، وكان ذلك في عام 1909، وأثمرت هذه الرحلة عن لقاء درويش بالفنان عثمان الموصلي؛ حيث أخذ عنه الكثير من التواشيح، وبعد أن انتهى من رحلته عاد مرة أخرى إلى بلده وتنقل من عمل لآخر، فاتجه للفن فترة وعمل بالفرق في المقاهي، ثم كاتبا بمحل لتجارة الأثاث.
ثم قام سيد درويش بالسفر مرة أخرى إلى سوريا وذلك بعد أن أرسل إليه سليم عطا الله وذلك في 1912، وكانت هذه الرحلة هي البداية الحقيقية التي انطلق منها فن سيد درويش؛ حيث استمرت قرابة عامين، تعرف خلالهما أكثر على فن عثمان الموصلي، وقرأ عددا من الكتب الموسيقية منها كتاب "تحفة الموعود في تعليم العود".
بعد عودته اتجه درويش إلى القاهرة، وذلك من أجل التوسع في فنه، ومحاولة إثبات ذاته، وجاءت أولى حفلاته في كازينو "البسفور" في عام 1917، ومنذ أن انتقل الشيخ إلى القاهرة استجمع كامل طاقته من أجل هدف واحد هو التلحين، فقدم كما ضخما من الأعمال الرائعة التي تميزت بالاختلاف.
وكان يستقي ألحانه دائمًا من الشعب، فكان يحول الكلمات البسيطة والمواقف إلى لوحات فنية رائعة تنبع من الشعب، ثم يضع عليها لمساته السحرية ليصدرها للشعب مرة أخرى، فتنطبع ألحانه في وجدان جميع الأشخاص بجميع شرائحهم الغني منهم والبسيط، المثقف ومتواضع الثقافة.
وكانت موضوعات الأغاني التي يختارها سيد درويش غير تقليدية، فلم ينجرف وراء أغاني الحب والهجر، وما إلى ذلك فقط، بل اخترق الحياة اليومية للشعب، ولحن أغاني لجميع الطبقات مهما كانت بسيطة، ولكنها عبرت عنهم، ولكن لم يمنع ذلك من تعرضه لأغاني الحب والدلال، فقدم مزيجا ما بين الاثنين.
ومن ألحانه أغنيات (البرابرة، الصنايعية، الحمالين، يا بلح زغلول) وغيرها من الأغاني ذات الكلمات السلسة والألحان المتميزة التي تلتصق بأذن المستمع من المرة الأولى.
ومن أغانيه الوطنية الشهيرة النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي"، وأغنية "قوم يا مصري"، كما كتب العديد من ألحان المسرحيات الغنائية لكل من جورج أبيض، ونجيب الريحاني، وعلي الكسار، وقام بتلحين عدد من الروايات لنجيب الريحاني كانت أولها رواية "ولو"، ومن الأوبريتات التي قام بتلحينها العشرة الطيبة، وشهرزاد، والبروكة.
وفي الخامس عشر من سبتمبر/أيلول من عام 1923 توفي الشيخ سيد درويش وهو ما زال في ريعان الشباب؛ حيث لم يتجاوز عمره الحادية والثلاثين.