حسن حمدي.. في حوار ما بعد الدرع "34":
الأهلي.. عنوانه الرئيسي "البطولات دائماً"
لسنا مجلساً لـ "الكلام".. ولكن للإدارة والتخطيط وإسعاد جماهيرنا
جوزيه مدرب "كويس جداً".. أما الإنجازات فلها معادلة خاصة
الحوار مع حسن حمدي.. رئيس النادي الأهلي. مسألة موسمية. لها شروط خاصة يحرص عليها شخصياً حرصاً شديداً.. فالمسألة ليست بالنسبة له ميلاً للأجواء الإعلامية أو نفوراً منها.. إنما احترام لشخص واعتبار رئيس النادي الأهلي ولتقاليده. حتي لا يكون رئيس أكبر قلعة رياضية في مصر والوطن العربي. ورئيس نادي القرن في أفريقيا. شخصية مستهلكة إعلامياً. علي الفاضي والمليان.. بل ونفس الأمر بالنسبة لكل أعضاء مجلس الإدارة.. فطالما ليس هناك ما يقال. فلا يجب الكلام لمجرد الكلام.. وحتي لا يتوه أعضاء الأهلي ومحبوه في "كوكتيل" الكلام. عندما يكون الكلام مستباحاً من كل من هب ودب.. فيتحول مجلس الإدارة من أشخاص محترمين علي قدر كبير من المسئولية في رسم السياسات ومتابعة أعمال اللجان والقطاعات المختلفة إلي شخوص استعراضية وسينمائية.
وحرص حسن حمدي علي أن يكون التواصل مع أعضاء النادي وجماهيره من خلال الإعلام في مناسبات معينة ليس بدعة منه.. ولكن إصراراً علي تقليد يراه إيجابياً.. خاصة أن التواصل الإعلامي حسب قوله موجود بالفعل من كل مديري القطاعات الرياضية والخدمية في الأهلي علي مدار العام.. وأنه إذا وقعت بعض الهفوات. فليس معني ذلك أن الأهلي منقطع مع أعضائه وجماهيره إعلامياً.
والجلسة الحوارية مع حسن حمدي رئيس الأهلي هذه المرة.. ليست ككل المرات السابقة.. ذلك أنها تأتي بعد ساعات قلائل من فوز الأهلي ببطولة الدوري للمرة "34" في تاريخ المسابقة.. وللمرة الخامسة علي التوالي.. هذا الإنجاز يتلاحق بقضايا تفرض نفسها في هذه الجلسة بداية من رحيل المدرب "العَلامة" مانويل جوزيه عن الأهلي بعد أن أصبح جزءاً من تاريخه.. إلي القضية الحيوية بتحديد صفوف الفريق والنزول بمعدل السن داخل الفريق.. وأيضاً مصير أبرز نجومه. وتقييم قناته الفضائية. والاطلاع علي مشروع مقر وستاد أكتوبر.. ومنه إلي قضية البث الفضائي التي يقودها الأهلي. برغم كونه عضواً في اللجنة السباعية المفوضة بهذه القضية.. ومسألة المدير الفني الجديد الذي سيكون محملاً بعبء المقارنة مع جوزيه وإنجازاته.
كرة القدم في الأهلي.. هي عنوان تاريخه العريق وشعبيته الطاغية. وأيضاً مكانته القارية والعالمية.. بدليل هذا الاختيار الخاص جداً. بدعوة الأهلي للمشاركة في بطولة ويمبلي الانجليزية. واللعب مع "الكبار جداً" في هذه البطولة. مثلما حدث مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة. بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية لثلاث مرات. واحتفالاته الكروية مع ريال مدريد وبرشلونة وغيرهما.. ولكن هذه المكانة الكروية الرفيعة اهتزت خلال الموسم المنتهي.. وفي رأيي الشخصي أن الاهتزاز بدأ من الموسم الماضي. برغم أن الأهلي كان بطلاً للدوري وبطولة أفريقيا والسوبر.. إلا أن مؤشر التميز والزعامة كان في تراجع.. وهو تراجع رصدته لجنة الكرة مبكراً. وتحركت في حدود المستطاع والمتاح. ولكن مردود هذا التحرك. الذي هو مسئولية الجهاز الفني. لم يكن بالمستوي المنشود.. فبقي الحال علي ما هو عليه. ولم يستفد جوزيه بما قدمته لجنة الكرة بناء علي طلبه. وطلب الجهاز الفني إلا بالنذر القليل.
نقطة الانطلاق في الحوار مع رئيس الأهلي كانت من كرة القدم.. والعصر الذهبي الذي يخيل للكثيرين من جماهير الأهلي أنه آخذ في الانزواء والأفول.. والدخول في منطقة ركود كالتي عاشها الأهلي بالفعل. قبل عودة جوزيه في المرة الثانية.. فالفريق حقق في خمس سنوات رقماً قياسياً من البطولات "19 بطولة" والألقاب. وإذا كان من الطبيعي ألا يتحقق هذا الإنجاز المتفرد مرة أخري. فعلي الأقل لا يتصور أن يفقد الأهلي زعامته. ويتواري بعيداً. مثلما كان في السنوات الأربع العجاف.. ومؤشرات ذلك موجودة علي أرض الواقع. فقد ودع الأهلي بطولته الأفريقية المفضلة. وانقطع بالتالي طريقه إلي مونديال الأندية الذي سيكون في الإمارات. وخرج بسهولة غريبة من بطولة كأس مصر.. ولكن جاءت بطولة الدوري الأخيرة لتعيد البسمة لجماهير القلعة الحمراء. وترفع قسوة الأيام والانتقادات عن اللاعبين. وتكون مسك الختام للمدرب البرتغالي ولنجومه.
نقطة الانطلاق
ومن التهنئة بالبطولة الجديدة.. إلي ملامح المنطقة الحرجة. كانت نقطة الانطلاق مع حسن حمدي.
* فيقول رئيس الأهلي:
الأهلي. نادي بطولات. وجماهيره تعودت علي ذلك. وإداراته تستهدف كل البطولات التي تشارك فيها.. هذا الهدف الاستراتيجي لا يمكن أن نسهو عنه حتي في أحرج الأوقات التي يمكن أن يمر بها الفريق.. وإذا كان الجيل الحالي بقيادة مانويل جوزيه قد حقق بطولات وإنجازات غير مسبوقة. فإنه لا يوجد فريق في العالم مهما بلغت قوته وتنظيمه يمكن أن يبقي علي القمة دون أن يأتيه وقت تختلف فيه أحواله بعض الشيء وأحوال المنافسين أيضاً.. استمرار التفوق شيء مستحيل.. وأعترف أن هذا الموسم هو الأقل بالنسبة لفريق الكرة قياساً للمواسم السابقة.. وبرغم هذا التراجع فإن الأهلي كان منافساً في بطولة الدوري تحديداً. حتي المباراة الفاصلة. وبرغم كل التحديات والصعوبات وتواصل المواسم علي اللاعبين. إلا أن الأهلي حسم البطولة وأسعد جماهيره وأنصف مدربه قبل الرحيل باللقب الخامس علي التوالي لدرع الدوري.
سياسة لا تتغير
وأسأل: لماذا يشعر الناس أن لجنة الكرة المفوضة بمتابعة شئون اللعبة بعيدة عن الفريق ومتابعته. ولا يشعر الجمهور بأي تدخل للإنقاذ. خاصة في الأوقات الحرجة؟
* يجيب رئيس الأهلي: سياستنا واضحة. ولن نغيرها. وهي أن نترك المسئولية كاملة للجهاز الفني في إدارة شئون الفريق. فنحن في لجنة الكرة نضع استراتيجيات فقط. ونوفر احتياجات الفريق. والجهاز الفني يتحمل كل المسئولية. هذه السياسة كانت وستبقي هي سر بطولات الأهلي. وهي ليست وليدة اليوم. ولكنها سياسة عريقة وناجحة. حتي لا يختلط الحابل بالنابل وتضيع المسئوليات بتدخلات لا مبرر لها.
ويضيف: نحن نتابع في لجنة الكرة. ونقترب من الفريق كلما دعت الحاجة لذلك.. وأكرر من الفريق وليس من اللاعبين. فلن يقف رئيس النادي الأهلي أو أي من أعضاء لجنة الكرة للاستماع إلي شكوي أي لاعب أنه لا يلعب أو غير ذلك. فالجهاز الفني مسئول مسئولية كاملة. وهو الذي يقود الفريق للبطولات.. وبعض اللاعبين الجدد أو ربما القدامي يجدون صعوبة في فهم هذه السياسة. فتحدث معهم بعض الأزمات. ونحن نصبر عليهم ونعطيهم الفرصة وفق القواعد واللوائح المعمول بها في الفريق.
وهل ينفي ذلك أن يكون لرئيس النادي الأهلي تدخلات مباشرة وقت الحاجة. وعند الإحساس بالخطر؟
* يقول حسن حمدي: يحدث ذلك. ولكن بحذر شديد وفي أضيق الحدود.. وهذا يحدث من لجنة الكرة التي تضم رئيس النادي والخطيب والكابتن طارق سليم وهادي خشبة.. فالتقينا بالفريق. وليس باللاعبين. أكثر من مرة هذا الموسم. وأيضاً بالجهاز الفني في إطار المتابعة الدقيقة لأحوال الفريق.. كما أن اللجنة في حالة متابعة مستمرة. ويكفي أننا عقدنا في آخر شهرين ما يزيد عن 15 اجتماعاً. لكننا لا نعلن عن ذلك في كل مرة.
إذن لجنة الكرة هي المسئولة عن صفقات واختيارات اللاعبين الجدد في الفريق وبعضها وصف بأنها صفقات خاسرة.
يؤكد حسن حمدي: لجنة الكرة لا علاقة لها باختيارات واحتياجات الفريق. لأنها مسئولية مباشرة للجهاز الفني. فهو الذي يحدد احتياجاته. والعناصر المختارة للتعاقد معها. تساعده لجنة خاصة للبحث والتنقيب والاستكشاف.. ثم يأتي دور لجنة الكرة باعتماد هذه الاحتياجات والتفاوض مع العناصر المطلوبة.. أما القول أن بعض الصفقات لم تكن موفقة. فهذا أمر وارد مع أي فريق في أي صفقة بأن لا يوفق اللاعب مع الفريق ولا ينسجم. وهذا أمر يصعب استكشافه إلا بعد دخول اللاعب في الفريق. فإما يتألق ويتفوق. وإما تقف طموحاته عند حدود معينة. فتكون مشكلة له وللفريق.
التجديد مستمر.. ولكن
ويضيف حسن حمدي: نحن حريصون في لجنة الكرة علي أن نجدد دائماً الفريق ونجعله أكثر حيوية وفاعلية.. لكن هذه المسألة صعبة جداً لسببين. أولهما أن احتياجات الأهلي كنادي بطولات تختلف كلية عن احتياجات أي فريق آخر والثاني أن النوعية المنشودة من حيث المهارة والسرعة والقوة وروح البطولة. ليس من السهولة الوصول إليها. لأننا في عالم احتراف.. وما نحتاجه قد يكون مرتبطاً مع ناديه بعقد. وبالتالي يصعب ضمه للفريق.. لا نريد مجرد حشر لاعبين في مختلف المراكز. لكننا نختار بعناية. وأيضاً وفق المتاح.
ويأخذ علينا البعض أننا لا نستفيد بشكل جيد بقطاع الناشئين في الأهلي.. وهذا غير صحيح. فنحن نهتم بهذا القطاع والأكاديمية أيضاً ولكن تلاحق البطولات علي الفريق واحتياجاته من عناصر الخبرة تدفعنا للنظر إلي الخارج أيضاً.. وغيرنا يفعل ذلك.. ولجنة الكرة سيكون لها الدور الأساسي في تحديد شكل الفريق للموسم المقبل وتحديد "مين جاي" و"مين ماشي".
وأسأل: يتردد هذه الأيام كلام عن صفقات حول لاعبين يسعي لضمهم النادي الأهلي. ثم نفاجأ بأنهم ذهبوا إلي أماكن أخري. وربما لم يغادروا أنديتهم.. إيه الحكاية؟
* يقول رئيس الأهلي: تعودنا علي هذه القصة مع بداية كل موسم.. فاللاعبون يسوقون أنفسهم باستغلال اسم الأهلي. يعاونهم في ذلك وكلاء اللاعبين الذين هم علي علاقة ببعض الصحفيين ومواقع الإنترنت والفضائيات.. فاللاعب الذي يفاوضه الأهلي فعلاً لا يكشف هذا التفاوض حتي لا يفسده الآخرون.. لكنها لعبة كل موسم. وليس بأيدينا شيئ نفعله. ونثق بأن الجمهور يعلم بأن أغلب هؤلاء اللاعبين ومن وراءهم كاذبون.
ويواصل: الموسم قد انتهي بالمباراة الفاصلة مع الإسماعيلي. وبدون توقف. فإن لجنة الكرة في حالة اجتماع دائم للوقوف علي الشكل أو القائمة الجديدة للفريق.. سواء كان ذلك بخروج بعض اللاعبين أو آخرين. وسوف تتضح الصورة كاملة ومبكرة بعد عودة الفريق من رحلة أنجولا.. وستكون في منتهي الوضوح.
ماذا عن رحيل فلافيو.. هل سيستغني عنه الأهلي بسهولة؟
* يجيب رئيس الأهلي: لدينا بالفعل عروض لفلافيو وجيلبرتو ولغيرهما من لاعبي الفريق.. وكل شيء وارد في إطار مصلحة الفريق وسياستنا الاحترافية. وترك فلافيو أو غيره مسألة ندرسها بدقة. وأذكر أن نفس اللاعب تلقي عروضاً مماثلة الموسم الماضي. لكنه لم يرحل في النهاية. لأن مصلحة الطرفين التقت علي بقائه واستمراره.. وعموماً شأن رحيل فلافيو أو بقائه مسألة لن تحسم إلا في الوقت المناسب.
خليفة جوزيه
وماذا عن المدرب الجديد.. خليفة جوزيه؟
* أتمني أن نعلن عنه مع نهاية الأسبوع. أو مع مطلع الأسبوع القادم علي الأكثر.. إننا في اجتماعات مستمرة في لجنة الكرة. وندرس كل ما لدينا من تعريفات قدمها لنا بعض الوكلاء والأصدقاء وأحباء الأهلي وبعض الشركات المتخصصة في تسويق اللاعبين والمدربين.. ونحن ندرس كل هذه التعريفات. لنختار الأنسب. لأن جوزيه وضع صورة لما يجب أن يكون عليه المدير الفني للأهلي. بمواصفات شخصية وفنية تناسب الأهلي وتاريخه وجماهيره وبطولاته.. وأحب هنا أن أحيي هذا الرجل. لأنه مدرب متميز. واستطاع أن يفهم واقع الكرة المصرية والأفريقية. وطبيعة اللاعب المصري.. كما أنه نال منا كل الدعم والمساندة. فحقق ما حققه من نجاح وإنجازات مع لاعبيه.
وهل هناك سقف مالي للمدرب الجديد. خاصة بعد أن سمعنا وقرأنا عن أسماء كبيرة جداً؟
* ليس لدينا سقف في المقابل المادي. ولا نقف عند هذه النقطة كثيراً. لأنها نقطة تفاوضية.. المهم أن يكون المدرب مناسباً. وله تاريخ يؤهله للنجاح مع الأهلي وطبيعة المسابقات في مصر وأفريقيا.
ويضيف حسن حمدي: فقد استبعدنا من البداية العروض المبالغة في طلباتها المالية. ومنها عرض لأحد المدربين الذي طلب الحصول علي 2.5 مليون يورو سنوياً.. ونحن نشترط أساساً ألا يكون هناك أي شرط جزائي في عقد المدرب.. لأن هذا الشرط لا يفيد المدرب ولا النادي. لأنه إذا لم يكن المدرب راغباً في البقاء أو غير قادر علي تحقيق النجاح المنشود فليرحل دون عقاب.. وكذلك الحال بالنسب للنادي إذا رأي أن المدرب غير موفق لأي سبب من الأسباب.. ومن هذا المنطلق كان التفاهم بين الأهلي وجوزيه عندما رغب في ترك الفريق. والتحول لتدريب منتخب أنجولا. رغم أن عقده مازال مستمراً.
سر البطولات
هل جوزيه هو سر بطولات الأهلي الأخيرة؟
* يجيب رئيس الأهلي: كما قلت إن جوزيه مدرب "كويس" وتفهم الواقع المصري بسهولة وسرعة.. ولكن المهم لصناعة البطولات أن يكون فيه إعداد "صح" ولوائح "صح" ولعيبة "كويسة" مع الالتزام والانضباط. فلابد أن تكون النتائج جيدة والبطولات في المتناول.. وسوف تحرص علي أن نوفر كل عوامل النجاح للمدرب القادم حتي نحافظ علي بطولات الأهلي.