حصاد الگرة المصرية في 2008
المنتخب والأهلي خطفا الأنظار من الجميع
خطف منتخب مصر لكرة القدم ومعه النادي الأهلي الأضواء من الجميع وحصدا أغلي لقبين في قارة أفريقيا في عام 2008 الذي كان مليئا بالاحداث والصخب الاعلامي علي المستوي المحلي.وكان تتويج الفراعنة بكأس الأمم التي استضافتها غانا في أوائل العام الجاري هي الحدث الأهم للجماهير المصرية حيث تربع منتخب الفراعنة علي قمة الكرة الأفريقية للمرة الثانية علي التوالي
بعدما حقق فوزا مهما علي منتخب الكاميرون في المباراة النهائية للبطولة بهدف محمد أبو تريكة ليتوج بكأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين وتسطر مصر بأحرف من نور اسمها في سجل الخالدين أصحاب الإنجازات العظيمة النادرة الحدوث.
ونجح منتخب مصر في اثبات عراقته الكروية واستحقاقه للقب بعدما تخطي أقوي المنتخبات وفرض سيطرته الكاملة علي البطولة وتفوق بلاعبيه علي نجوم المنتخبات الأفريقية المحترفين في أكبر أندية العالم.
وحقق المنتخب المصري بتتويجه باللقب القاري إنجازا عظيما لم يحققه أحد من قبله فهو بطل نسخة (2006) وصاحب أعلي رصيد من الألقاب حيث حقق اللقب ست مرات (٧٥ و ٩٥، ٦٨ و٨٩ و ٦٠٠٢ و ٨٠٠٢) وغرد بعيدا عن أقرب منافسيه (الكاميرون وغانا) أصحاب الأربعة ألقاب.
ودخل المدرب الوطني الملقب ب (المعلم) حسن شحاتة التاريخ من أوسع أبوابه بقيادته للفراعنة للاحتفاظ باللقب ليصبح أول مدرب مصري يحقق هذا الانجاز وأول مدرب في القارة السمراء يفوز بلقبين متتاليين منذ أربعين سنة، كما توج حسني عبد ربه بلقب أفضل لاعب في البطولة، وزاد من الإنجاز العظيم اختيار سبعة من لاعبي مصر ضمن منتخب أفريقيا.
ويبقي التأهل إلي مونديال 2010 بجنوب افريقيا هو الشغل الشاغل للمصريين خاصة وان الترشيحات تصب لصالح المنتخب المصري في الوصول إلي نهائيات كأس العالم عن المجموعة الإفريقية الثالثة - التي تضم كلا من الجزائر وزامبيا ورواندا إلي جانب "الفراعنة".
وكانت آخر مرة تأهلت فيها مصر إلي كأس العالم علي حساب منتخب الجزائر بهدف حسام حسن في المباراة التي جرت علي استاد القاهرة في نوفمبر 1989 لتصعد مصر إلي مونديال إيطاليا 1990.
علي مستوي الأندية، فان عام 2008 لا ينسي لمشجعي الأهلي الذين نجح فريقهم في استعادة لقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وتوج به للمرة السادسة في تاريخه، والثالثة في آخر أربعة أعوام، علي حساب القطن الكاميروني (4-2 في مجموع المباراتين) ليحقق الفريق (الاحمر) المزيد من الأرقام القياسية أضافها إلي ما حققه خلال العام الماضي.
واستعاد الأهلي السيادة القارية بعدما سحبها منه النجم الساحلي التونسي بالفوز عليه 3-1 في إياب الدور النهائي العام الماضي (الذهاب صفر - صفر في سوسة).
وانفرد الأهلي بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (ست مرات، ثلاثة علي أرضه ومثلهما خارج قواعده)، تاركا وراءه مواطنه وغريمه التقليدي الزمالك الذي كان يشاركه الرقم القياسي السابق.
ورفع الأهلي رصيده من الألقاب القارية إلي 13 لقبا بعد مسابقة دوري الأبطال ست مرات أعوام 1982 و1987 و2001 و2005 و2006 وكأس الكؤوس الأفريقية اربع مرات أعوام 1984 و1985 و1986 و1993 والكأس السوبر الأفريقية 3 مرات أعوام 2002 و2006. وذهب الأهلي للمشاركة في كأس العالم للأندية التي استضافتها اليابان من 12 إلي 20 ديسمبر الجاري، للمرة الثالثة في تاريخه، بعدما خاض غمارها عامي 2005 و2006 ولكنه حل أخيرا بعد هزيمتين أمام باتشوكا المكسيكي وادليد الاسترالي.
وحقق البرتغالي مانويل جوزيه إنجازا تاريخيا بقيادته الأهلي للقب القاري الرابع في دوري الأبطال من أصل ست بطولات فازوا بها.
وواصل الأهلي تفوقه علي غريمه التقليدي في لقاءات الفريقين، فانتزع منه بطولة كأس السوبر المحلي بهدفين دون رد وهزمه في دوري رابطة الابطال 2-1 ذهابا وتعادل الفريقان ايابا 2-2.
علي الجانب الآخر، واصل الزمالك مسلسل عدم الاستقرار الإداري الذي أدي إلي مزيد من التدهور في نتائج الفريق الأبيض الذي اكتفي بتحقيق لقب كأس مصر ، ولكنه ودع بطولة افريقيا من دوري المجموعتين وابتعد عن المنافسة علي لقب الدوري الممتاز المصري هذا العام ولم تتحسن الأمور مع توالي تغيير الادارة وما تبعه من تغيير للأجهزة الفنية كان آخرها الالماني راينر هولمان.
ولم تكن الأمور أفضل حالا مع الإسماعيلي المنافس الأقوي في مصر للأهلي والزمالك، ولم يحقق أي نجاح يذكر محليا أو دوليا.
علاوة علي ذلك، شغلت ثلاث قضايا الوسط الرياضي في مصر لفترة طويلة وكان أولها أزمة انتقال عصام الحضري حارس الاهلي ومنتخب الفراعنة الافضل في افريقيا إلي فريق سيون السويسري دون رغبة ناديه الاصلي (الاهلي) ثم الصراع بين الاهلي والزمالك علي ضم اللاعبين لتعزيز الصفوف حيث كانت صفقة انتقال الدولي هاني سعيد مدافع الاسماعيلي الي الزمالك هي اكثر الصفقات ضجيجا لنزاع القطبين علي أحقية ضمه.
ولازالت قضية البث الفضائي للمباريات بين الأهلي من جهة واتحاد الكرة والفضائيات الخاصة من جهة أخري تفرض نفسها علي الساحة الرياضية من آن لآخر بعد قرار الأول قصر إذاعة لقاءاته علي القنوات الأرضية والفضائية المصرية فقط.
علي صعيد اللاعبين، أتاح فوز مصر بكأس الأمم الفرصة لاثنين من نجوم الفراعنة للمنافسة علي لقب أفضل لاعب في افريقيا لعام 2008 وهما كل محمد أبوتريكة صانع ألعاب الأهلي المصري، ومواطنه عمرو زكي مهاجم الزمالك المعار لويجان الإنجليزي .ورشح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) خمسة لاعبين للحصول علي لقب أفضل لاعب أفريقي وهم إلي جانب أبوتريكة وزكي،
العاجي ديديه دروجبا، والغاني مايكل ايسيان لاعبي تشيلسي الإنجليزي، والتوجولي إيمانويل إديبايور مهاجم أرسنال الإنجليزي.
وقاد كل من زكي وأبوتريكه منتخب مصر لتحقيق بطولة أفريقيا للمرة الثانية علي التوالي، بالإضافة إلي تقديم زكي مستوي لافتا مع ويجان ما جعله مطمعا للأندية الكبري في أوروبا، كما أن أبوتريكة نجح في قيادة الأهلي للتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة السادسة ومن قبل منتخب مصر للتتويج باللقب القاري باحرازه هدف الفوز أمام الكاميرون في المباراة النهائية.