أبرز ميادين التحرير فى الدول العربية
يرمزميدان التحرير بالعديد من دول العالم للحرية والعزة والكرامة وبعد نجاح ثورة 25 يناير2011،تقدم المستشار عمرو جمعة وكيل مجلس الدولة منتصف فبراير 2011بطلب رسمى إلى محافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير، لتغيير اسم ميدان التحريربمصر إلى ميدان "شهداء الثورة" .
وفى حال تغيير اسم الميدان سوف يشابه اسما ومعنى ميدان الشهداء في مدينة طبرق الليبية ، وساحة الشهداء المتواجدة بقلب العاصمة الجزائرية، التى تشكل ذاكرة وعنوان الهوية الثقافية للجزائر.
وتتباين الآراء تجاه تغيير اسم الميدان بعد أن أصبح يضاهى فى شهرته العالمية "الهايد بارك" و"تايم سكوير" بالولايات المتحدة الأمريكية و"جادة الشانزليزيه" بفرنسا و"الساحة الحمراء" بروسيا.بل وقامت فرنسا بتسمية أحد الميادين في مدينة نانت بميدان التحرير .
وتتعدد ساحات التحريرحول العالم ،منها: ساحة رئيسية وسط بغداد عاصمة العراق بمنطقة الباب الشرقي ،وواحدة من أكبر وأهم الساحات العامة في صنعاء، سميت على اسم ميدان التحرير في القاهرة.
شاهد على العصر
ويعتبر ميدان التحرير من أكبر ميادين القاهرة ، وسمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل الذى عاش في فرنسا، وشهد التغييرات التي حدثت في ظل حكم نابليون الثالث، فبادر بإعادة تطوير المنطقة بحيث يحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر بالعاصمة الفرنسية باريس.
ثم تغير الاسم الى "ميدان التحرير"؛كناية عن التحررمن الاستعمار في ثورة 1919 ثم ترسخ الإسم رسمياً في ثورة 23 يوليو عام 1952 بموجب مرسوم رئاسي عام 1955 ، كعلامة على تحرير مصر من الاحتلال البريطاني وانتهاء عهد الملك فاروق الذي كان المفترض أن يكون له تمثال في قلب الميدان ليمثل ذكرى لفشل النظام الملكي .
ويرمز الميدان الى حرية الشعب وصموده حيث شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها: أحداث ثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977 ، وأيضا ثورة 25 يناير عام 2011 ، التى انتهت باسقاط النظام الحاكم للرئيس السابق محمد حسنى مبارك بعد أن احتشد به ملايين المصريين ،يطالبون بتنحيه لتزايد الفقر والبطالة.
وكان أغلبهم شباب من كل طبقات الشعب ،بنوا مخيمات للمبيت في الميدان نحو 18 يوما ،متحدين حربا نفسية واعلامية حتى رحيله، وسقط خلال الثورة مئات المصريين قتلى وآلاف الجرحى وبصمودهم استطاعوا أن يسقطوا النظام ويصنعوا ثورة شعبية تاريخية .
و يتضمن محيط ميدان التحرير :المتحف المصري ، و الحزب الوطني الديمقراطي ومقر جامعة الدول العربية ، مقرالجامعة الامريكية في القاهرة،مجمع المصالح الحكومية المعروف اختصاراً بمجمع التحرير،والذي قام بتصميمه د.م محمد كمال إسماعيل،القصر القديم لوزارة الخارجية المصرية، فندق النيل هيلتون ، مسجد عمر مكرم،جراج عمر مكرم(المكون من أربع طوابق تحت الأرض ويتكون سطحه من حديقة عامة يتوسطها تمثال عمر مكرم).
ويتم حاليا إنشاء جراج التحرير أمام المتحف المصري لحل أزمة الإنتظار بالعاصمة.كما توجد بالميدان إحدى محطات مترو القاهرة الكبرى وهي محطة السادات والتي تضم الخط الأول والثاني معا.
ويعتبر ميدان التحريرمن الميادين القليلة في القاهرة ذات التخطيط الجيد الفريد،إذ يتفرع منه على شكل شعاع عدد من أهم شوارع وميادين القاهرة ،منها: شارع البستان ،طلعت حرب، التحرير،الفلكي،قصر العيني ،ويضم أيضا مجلسي الشعب والشورى،شامبليون،قصر النيل..بالاضافة الى ميادين:طلعت حرب، الشهيد عبد المنعم رياض، محمد فريد.
شرارة ثورة اليمن
ويعد ميدان التحريربمركز العاصمة اليمنية صنعاء أكبر وأهم الساحات العامة، التى سميت على اسم ميدان التحرير بالقاهرة. وتنبع أهميته من أنه المكان الذي انطلقت منه شرارة ثورة 26 سبتمبر عام 1962 على أيدي مجموعة من الضباط وجنود لديهم دبابة واحدة تسمى"مارد الثورة" ،قامت بدك دار البشائر ( بيت الإمام ) .
ثم جاءت ثورة 14 أكتوبر عام 1963م تتويجاً لنضال الشعب اليمني شمالاً وجنوباً كى تساند وتنصر الثورة الأم . وتخليدا للثورة تقام الإحتفالات في الميدان الذى انطلقت منه الثورة سنويا و يعتبر منطقة تجارية مكتظة كما يتواجد فيه المتحف الحربي و الأماكن التي تحكي تاريخ الثورة .
وشهد الميدان عدة اضطرابات واشتباكات بين المتظاهرين المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح والمتظاهرين المؤيدين له خلال الاحتجاجات اليمنية فى فبراير 2011 لاسقاط النظام . وتناقش حاليا الحكومة تسوير ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء وبدء أعمال ترميم وتشجير واسعة النطاق.
نصب الحرية
ويزين ساحة التحرير فى بغداد على الجانب الشرقي منها نصب كبير بعرف ب"نصب الحرية"،نفذه النحات العراقي جواد سليم ليؤكد انتماء جميع العراقيين الى وطنهم بغض النظر عن الاختلافات الدينية والعرقية والسياسية، و يعبرعن انتصار ارادة الشعب وسقوط الملكية وانهاء الوجود البريطاني بل يحمل دلالات مباشرة للوضع الراهن تحت الاحتلال الامريكى .
وتقع واجهة النصب على ساحة التحرير بينما يقع جسر الجمهورية على الجانب الغربي من الساحة ،وكان يسمى جسر الملكة عالية زوجة غازي بن فيصل بن الحسين ووالدة الملك فيصل الثاني. وعلى الجانب الشمالي ،شارع الجمهورية الذي كان يسمى شارع الملك غازي ويوازي شارع الرشيد.
أما على الجانب الجنوبي، فتطل الساحة على شارع السعدون وعلى الجانب الايسر للجسر تقع مدرسة دجلة الابتدائية للبنات التي تأسست سنة 1921 ، وثانوية العقيدة للبنات .وبالساحة عدد من المكتبات منها مكتبة النهضة.
ويتألف "نصب الحرية" من ١٤ قطعة برونزية ،تروي كل منها قصة تتعلق بتاريخ العراق عبر ثلاث مراحل: قصة ما قبل الثورة، التى تصور معاناة الإنسان الكادح والظلم في العراق وبزوغ الأمل .وثانية يوم الثورة،عن السجين السياسي الذي يحاول كسر قضبان السجن والقطعة الشهيرة التي ترمز الى الجندي وتمزيقه للقيود ،وثالثة بعد الثورة تحكي ازدهار العراق والحرية والتعايش المشترك بين العرب والأكراد.
وشهدت الساحة العراقية احتجاجات عديدة منها احتجاج مارس/ آذار 2003 على الحرب في العراق.وفى 25 فبراير 2011 ، تحولت ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد الى ميدان حرب حقيقي بين آلاف المحتجينعلى سياسات حكومة نوري المالكي والقوات الامنية في"جمعة الغضب" التي دعا اليها شباب الـ"فيس بوك" وناشطون عراقيون مرددين تحت نصب الحرية، هتافات اتهمت الحكومة بالتقصير في أداء واجباتها بينها "الشعب يريد اصلاح النظام" و"كذاب .. كذاب .. نوري المالكي"،وأوقعت عشرات الضحايا.
وتدفق المتظاهرون على الساحة رغم حظر التجوال المفروض على حركة السير،وطالبوا بحل الحكومات المحلية والمجالس البلدية في أنحاء العراق، وتعديل قانون الانتخابات واجراء انتخابات بديلة خلال شهرين، وإلغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات والدرجات الوظيفية الخاصة، وتحديد رواتب الوزراء والنواب بخمسة ملايين دينار فقط، والانتقال فوراً الى تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للعراق مؤلفة من فقهاء قانون ورجال دين، فضلا عن تحسين الخدمات والقضاء على البطالة ومحاسبة المفسدين.
موضوع: ميادين التحرير..تعددت الثورات والاسم واحد 
الإثنين 07 مارس 2011, 9:43 am
